أثر الخالد فی الولد والوالد

السید علی بن الحسین العلوی؛ ناظر: عادل العلوی

نسخه متنی -صفحه : 191/ 106
نمايش فراداده

هذا الجزء من الدعاء واضح لا يحتاج إلى الشرح والتفسير . وأيضاُ تقدم بالحرف أو بالمضمون في هذا الفصل وغيره ، ولذا نكتفي بالإشارة إلى المراد من بعض المفردات ، والفرق بين عطف الوالد على ولده ، وعطف هذا على أبيه ، ثم نذكر ما يهدف اليه الامام باشارة خاطفة .

( عضدي ) العضد : الساعد وهو من المرفق الى الكتف ، والمراد به هنا القوة والمساعدة ، قال سبحانه : " سنشد عضدك بأخيك ـ 35 القصص " أي يساعدك ويعينك ( أودي ) : ثقلي وحملي ، قال عز من قائل : " ولا يؤوده حفظهما ـ 255 البقرة " أي لا يثقله حفظهما ( حدبين ) : مشفقين .

بين عطف الوالد والولد

أوصى سبحانه الولد بوالديه ، وأمره بالعطف عليهما ، ولم يوص الوالد بشئ من ذلك . والسر واضح ، لأن الولد بضعة من الوالد بل هو نفسه ولا عكس ، قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الامام الحسن (عليه السلام) : " وجدتك بعضي ، بل وجدتك كلي حتى لو أن شيئاُ أصابك أصابني " وكتب ولد لوالده : جُعلت فداك . فكتب إليه والده : لا تقل مثل هذا ، فأنت على يومي أصبر مني على يومك . ومن الأمثال عندنا في جبل عامل : قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر . وقال سبحانه : " إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاخذروهم ـ 14 التغابن " وما قال : إن من آبائكم وأمهاتكم عدواُ لكم فاحذروهم ، لأن عاطفة الوالدين ذاتية كما أشرنا ، أما عاطفة الولد نحو فهي في ـ الغالب ـ مجرد المصلحة ، وقد تكون هذه المصلحة في موت والده .