ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد

اب‍ی‌ع‍ب‍دال‍ل‍ه‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ ال‍ن‍ع‍م‍ان‌ ال‍ع‍ک‍ب‍ری‌ ال‍ب‍غ‍دادی‌ ال‍ش‍ی‍خ‌ ال‍ف‍م‍ی‍د؛ محقق: م‍وس‍س‍ه‌ آل ال‍ب‍ی‍ت‌ (ع‌) ل‍ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌ ال‍ت‍راث‌

جلد 2 -صفحه : 367/ 47
نمايش فراداده

( 51)

لحيتِه ، إِذ سمعَ الرّجّةَ(1) على باب القصرِ فقالَ : إِنِّي لأَظنُّها أَصواتَ مَذْحِج وشيعتي منَ المسلمينَ ،َ إِنّه إِن (دَخَلَ عليّ) (2) عشرةُ نفرٍ أَنقذوني . فلمّا سمعَ كلامَه شُريحٌ خرجَ إِليهم فقالَ لهم : إِنّ الأميرَ لمّا بلغَه مكانُكم ومقالتُكم في صاحبكم ، أَمرَني بالدُّخولِ إِليه فأتيتُه فنظرت إِليه ، فأَمرَني (3) أَن أَلقاكم وأَن أًّعلمَكم أنّه حيٌ ، وأَنّ الّذي بلغَكم من قتلِه باطل ، فقالَ عمرُو بنُ الحجّاجِ وأَصحابُه : أَمّا إِذْ لم يُقْتَلْ (4) فالحمدُ للّهِ ، ثمّ انصرفوا .

وخَرجَ عبيدُاللّهِ بن زيادٍ فصعدَ المنبرَ، ومعَه أَشرافُ النّاس وشُرَطهُ وحَشَمُه ، فقالَ :

أَمّا بعدُ : أَيُّها النّاسُ فاعتصِمُوا بطاعةِ اللّهِ وطاعةِ أئمّتِكم ، ولا تَفرقوا فتَهلِكُوا وتَذِلُّوا وتُقْتَلوا وتُجْفَوا وتًحرَبوا(5)، إِنَّ أَخاك منْ صَدَقَكَ ، وقد أَعذَرَ مَنْ أنذَرَ. ثمّ ذهبَ لِيَنزلَ فما نزلَ عنِ المنبرِحتّى دخلتِ النّظّارةُ المسجدَ من قِبَلِ باب التّمّارينَ يَشتدُّون ويَقولونَ : قد جاءَ ابنُ عقيلٍ !قد جاءَ ابنُ عقيلٍ !فدخل عبيدُاللّهِ القصرَمُسرِعاً وأَغلقَ أبوابَه .

قالَ عبدُاللّه بن حازمٍ : أنا واللهِّ رسولُ ابنِ عقيلٍ إِلى القصرِ لأنظرَ ما فعلَ هانئ، فلمّا حُبِسَ وضُرِبَ ركبتُ فرسي فكنتُ أَوّلَ أَهل

(1) في هامش "ش " و "م " : الوجبة. وهي الصوت الساقط . "القاموس " وجب - 1 : 136 " .

(2) في "ش " : دخل الي .

(3) في "م " وهامش "ش " : وأمرني .

(4) في هامش "ش " و"م": اما اذا كان لم يقتل .

(5)الحرب : أخذ المال قهراً . "الصحاح - حرب - 1: 108" .