ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد

اب‍ی‌ع‍ب‍دال‍ل‍ه‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ ال‍ن‍ع‍م‍ان‌ ال‍ع‍ک‍ب‍ری‌ ال‍ب‍غ‍دادی‌ ال‍ش‍ی‍خ‌ ال‍ف‍م‍ی‍د؛ محقق: م‍وس‍س‍ه‌ آل ال‍ب‍ی‍ت‌ (ع‌) ل‍ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌ ال‍ت‍راث‌

جلد 2 -صفحه : 367/ 52
نمايش فراداده

( 56)

فنزعوا تَخاتجَ (1) المسجدِ وجعلوا يخفضونَ شُعَلَ النّارِ(2) في أَيديهم ويَنظرونَ ، فكانتْ أَحيانا تُفيءُ لهم واحياناً تُضيءُ كما يُريدونَ ، فدلَّوُا القناديلَ (وأَطنانَ القصب تًشَدُّ) (3) بالحبالِ ثمّ تُجعلُ فيها النيرانُ ثمّ تُدلّى حتّى تنتهيَ إِلى الأَرَض ، ففعلوا ذلكَ في أقصى الظَلال (4) وأَدناها وأَوسطِها حتّىٍ فُعِلَ ذلكَ بالظُّلّةِ الّتي فيها المنبر، فلمّا لم يَرَوْا شيئاً أعلموا ابنَ زيادٍ بتفرّقِ القومِ ، ففتحَ بابَ السُّدّةِ(5) الّتي في المسجدِ ثمّ خرجَ فصعدَ المنبرَ وخرجَ أَصحابهُ معَه ، فأمرَهم فجلسوا قُبَيل العَتَمةِ وأَمرَ عمرو بنَ نافع فنادى : أَلا بَرِئَتِ ألذِّمّةُ من رجلٍ منَ الشّرَطِ والعُرفَاءِ والمنَاكب (6) أَو المقاتِلةِ صلّى العتمة إلاّ في المسجدِ، فلم يكنْ إلاّ ساعة حتى امتَلأ المسجدُ منَ النّاسِ ، ثمّ أَمرَ مناديَه فأَقامَ الصّلاةَ ، وأَقامَ الحرسَ خلفَه وأَمرَهم بحراسته من أَن يَدخلَ عليه أَحدٌ يَغتالهُ ، وصلىّ بالنّاس ثمّ صعدَ المنبرَ فحمدَ اللهَّ وأَثنى عليه ثمّ قالَ :

أمَّا بعدُ : فإِنّ ابن عقيلٍ السّفيهَ الجاهلَ قد أَتى ما قد رأَيتم منَ

(1) قال العلامة المجلسي في البحًار 44 : 362 : التختج : لعله معرب "تخته " اي نزعوا الأخشاب من سقف المسجد لينظروا هل فيه أحد منهم . وان لم يرد بهذا المعنى في اللغة.

(2) في هامش "ش" : النيران .

(3) في هامش "ش " و "م " : وانصاف الطنان تشد .

والطنان والأطنان : جمع طُنّ ، وهو حزمة القصب "الصحاح - طنن - 6 : 2159" .

(4) الظلال : جمع ظلة وهي السقيفة يستتر بها من الحر والبرد انظر "مجمع البحرين - ظلل - 5: 417".

(5) السدّة : السقيفة فوق الباب ، وقيل هي الساحة بين يدي الباب . "مجمع ا لبحرين - سدد - 3 : 167 .

(6) المناكب : جمع منكب ، وهو رئيس العرفاء"الصحاح - نكب - 1 : 228 " .