وفيما يتعلّق بتحديد التاريخ الدقيق الذي ظهرت فيه حركة الاعتزال فإن الغالبية العظمى من المؤرّخين يكادونيتّفقون على أنها نشأت بمفهومها العلمي الدقيق اعتباراً من بداية القرن الثاني الهجري كما أشار إلى ذلك المقريزي(1) إذ أنه قرر أن المعتزلة ظهروا بعد المائة الأولى منالهجرة في زمن الحسن البصرىّ، وأكّد ذلك أيضاً 'هاملتون' في دائرة المعارف الاسلامية، إذ قال: إنّ مدرسة المعتزلة بدأت ببصريين هما واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وكانتفترة نشاطهما أثناء خلافة هشام وخلفائه الأمويين، أي من سنة 105 هـ إلى سنة 131هـ.
وأما بالنسبة إلى المكان الذي انطلقت منه حركة الاعتزال فهو بلا شك (البصرة)نظراً إلى أن تلك الحادثة كان وقوعها في مدينة البصرة، كما أكّدت ذلك المصادر التي روتها، ونظراً إلى أن الحسن البصري، وواصلاً كان مركز نشاطهما البصرة.
وأمابالنسبة إلى سبب تسميتهم بالمعتزلة، فإنّ الرأي التقليدي الشائع في هذا المجال والذي ردّده أغلب المؤرخين هو أنهم معتزلة لأنهم اعتزلوا أصحاب الرأيين اللذين كاناسائدين بشأن حكم مرتكب الكبيرة فاعتزلوا أو استقلوا عنهم بقولهم بالمنزلة بين المنزلتين، أو لاعتزالهم أستاذهم الحسن البصري واستقلالهم عنه بالرأي. وهناك آراء أخرىوردت حول سبب تسميتهم.
أثر المعتزلة في الفكر الاسلامي بصورة عامّة
لايمكن لأحد أن ينكر أثر المعتزلة ودورهم الايجابي الفاعل في تحريرالفكر
1- خطط المقريزي 4 / 183 .