حکومة الاسلامیة من منظور الشاعر الکمیت بن زید

محمد علی آذرشب

نسخه متنی -صفحه : 11/ 4
نمايش فراداده

قد يخيلللكثيرين أنه إنما أراد تشبيه الربيع بانسان يضحك، على سبيل التشبيه لا على سبيل 'الواقع'. وهكذا يقول البلاغيون ، لان الواقع الظاهر يمنع أن يختال الربيع ضاحكا.

ولكن الحقيقة الاكبر من الواقع الظاهري، أن الربيع يختال ضاحكاً في حقيقته. فما الضحك؟ أليس هو إطلاق طاقة فائضة بطريقة حسية؟ وماذا يصنع الربيع إلا أن يطلق طاقة حيويةفائضة في الارض وأبنائها الاحياء!

إنها حقيقة. ولكنها هنالك في الاعماق!'

وإذا ضرب 'سيد' لنا أمثلة من ابن الرومي والبحتري، فنحن نقدّم مثالا للعملالادبي من 'ظلاله'، فهو سفر أدبي رائع في كلام اللّه سبحانه. لقد عاش مؤلفه مع القرآن من خلال تجربة شعورية، ابتعد فيها عن افرازات المنطقة الباردة من التفكير، وتجاوزهاالى المنطقة الحارة من الشعور، ومن هنا جاء تفسيره طافحا بالحركة والحياة والتأثير. لايقول درست القرآن، بل يقول عشت القرآن:

'لقد عشت أسمع اللّه - سبحانهيتحدث اليّ بهذا القرآن..

لقد عشت - في ظلال القرآن - أنظر من علوٍّ الى الجاهلية التي تموج في الارض.

عشت أتملّى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكاملالشامل الرفيع النظيف للوجود..

عشت - في ظلال القرآن - أحسّ التناسق الجميل بين حركة الانسان كما يريدها اللّه، وحركة هذا الكون الذي أبدعه اللّه..

وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود..'

وعشت .. وعشت..(1) وكلها تحكي عن تجربة شعورية مرّ بها الرجل مع القرآن الكريم، عاناها وهو يكتب'التصوير الفني في القرآن' وكذلك وهو يكتب 'في ظلال القرآن'(2).

1- سيد قطب، في ظلال القرآن، ط 10، 1402هـ دار الشروق، ص 11 - 13 .

2-النقد الادبي / 39 .