ولایة التشریعیة

السید الجعفر العاملی

نسخه متنی -صفحه : 94/ 40
نمايش فراداده

ونقول: أولاً: إن فوائد جعل الحق لا تنحصر في ممارسته فعلاً، فإنه قد يكون من فوائد هذا التفويض:

1 ـ إمتحان الخلق للوقوف على مقدار طاعتهم، وانقيادهم، وقبولهم، كما صرحت به عدة روايات، منها رواية زرارة المروية عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)(1)..

2 ـ إن هذا التفويض يشير إلى سمو مقام الإمام، وعظيم منزلته، وفي ذلك فائدة عظيمة للناس، فيما يرتبط بعلاقتهم به، ونظرتهم إليه، واهتمامهم بما يصدر منه وعنه. ثانياً: قلنا: إن إكمال الدين لا يتناقض مع هذا التفويض، فإن الله قد شرع أحكاماً كثيرة، وأبلغها للناس، وجعل أحكاماً أخرى في دائرة اختيار النبي (صلى الله عليه وآله)، لينشئها في الوقت المناسب، وعرفه المصالح والمفاسد، والضوابط والقواعد في ذلك ، وهكذا الحال بالنسبة إلى تفويض بعض الأحكام للإمام (عليه السلام) كما أوضحناه غير مرة.. فكمل بذلك الدين وتمت النعمة..

(1) الكافي ج1 ص267 وبصائر الدرجات ص401 والبحار ج17 ص6 وج25 ص332 وغير ذلك.