حقائق هامة حول القرآن الکریم

جعفر مرتضی العاملی

نسخه متنی -صفحه : 358/ 89
نمايش فراداده

وتكريس هذه الفضيلة لها، لا يتناسب ـ بالتأكيد ـ مع الكلام عن شيوع المصاحف، في عهد الرسول صلّى الله عليه وآله، ولا مع شيوع القراءة في المصاحف نظراً. ولا مع ثبوت جمع القرآن في عهده صلّى الله عليه وآله وسلّم كذلك.. مع أن ما حصل في عهد الخلفاء، بعد الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم، ـ لو صح ـ ونحن نشك في صحته، بسبب ما روي عن الإمام الحسن عليه السلام، من الكلام المشعر بأن ذلك من مزاعم معاوية ؛ وبسبب ما في الرواية المثبتة لذلك، من الاختلاف والتناقض. مع ما سيأتي عن الزركشي، من أن هناك من يقول: إن جمع أبي بن كعب، وزيد للقرآن (أي بمبادرة من الخلفاء)، ليس بمحفوظ (1) ولغير ذلك من أمور. نعم ـ إن ما حصل في عهد الخلفاء ـ لو صحت روايته ـ، فإنما هو لا يعدو عن أن يكون الخليفة قد جمع مصحفاً لنفسه،لا للأمة كما سنرى. وسيأتي مزيد توضيح لذلك في الفصل التالي إن شاء الله تعالى.. الأمر الرابع: إطلاق لفظ الكتاب على القرآن: وأخيراً.. فقد استدل السيد الإمام شرف الدين رحمه الله تعالى على جمع القرآن، في زمانه صلّى الله عليه وآله وسلّم: بأنه قد أطلق عليه لفظ (الكتاب) منذئذٍ. والألفاظ قبل الكتابة لا يقال لها: كتاب. وإنما تسمى بذلك بعد الكتابة (2). ولكننا لا نستطيع أن نوافق هذا الإمام البحاثة، على هذا الاستنتاج ؛ فقد يقال: إن إطلاق هذه الكلمة، كلمة ((كتاب)) على القرآن، قد ورد في آيات


(1) راجع البرهان للزركشي ج1 ص238.

(2) أجوبة مسائل موسى جار الله ص31.