خلفیات کتاب مأساة الزهراء

السید جعفر مرتضی العاملی

جلد 1 -صفحه : 87/ 81
نمايش فراداده

الله سبحانه، وبناء الحياة وتكاملها باتجاه الأهداف الإلهية، ووفقا للخطة الربانية. بدءاً من قصة تبسًم سليمان من قول النملة، مروراً بقصّة الهدهد والدور الذي قام به، والإتيان بعرش بلقيس من قبل أحد أتباع سليمان (ع) بعلم من الكتاب قبل ارتداد الطرف، ثم تنكير عرشها لها، وانتهاءً بأمرها بدخول الصرح الذي حسبته لجة، مع أنه صرحٌ ممرد من قوارير. وقد تجّسّد ذلك كله من خلال حاكمية وإمامة سليمان عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام،ورعايته وهدايته التامة والشاملة.

وقد كانت هذه الهداية والرعاية مستندة إلى علم آتاه الله إياه، وإلى إمكانات ذات صفة شمولية. {وأوتينا من كل شيء} فلم يكن ثمة أي قصور في القدرات الذاتية، فقد علم سليمان منطق الطير، وأوتي من العلم ما يكفيه في مهمته الكبيرة والخطيرة. كما أنه لم يكن ثمّة نقصٌ في الأمكانات المادية، كما أشرنا وكان سليمان أيضا يحظى برعاية الله تعالى له، ولطفه به، وتسديده وتأييده له، في درجة العصمة وغير ذلك. فلم يبق والحالة هذه إلا المبادرة إلى القيام بالدور المرصود له في نطاق الإستفادة الواعية والإيجابية والبناءة من كل المخلوقات المسّخّرة لهذا الإنسان، وتوجيهها لتؤدي دورها في الحياة كاملاً غير منقوص.

وهذا ما حصل بالفعل، فكانت المعجزة الكبرى، وكان الإنجاز العظيم وهذا ما سوف يتحقق بحول الله وقدرته بصورة أكثر رسوخاً وشموخاً وعظمة في عهد ولي الأمر قائم آل محمد عجل الله تعالى فرجه الشريف. وجعلنا من جملة العاملين في نصرته والمدركين لأيامه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين المعصومين.