بیشترلیست موضوعات خلفيات كتاب مأساة الزهراء
(عليها السلام) الجزء الأول قبل المقدمة المقـدمة الدوافع والنوايا لا سباب ولا شتائم الردود في الميزان موقف مراجع الأمة خطر التحصن بالمرجعية إعتذاراته الموجهة إعلامياً إلفات نظر تمهيد المقصد الأول
المنهج الفكري والإستنباطي الفصل الأول
قواعد ومناهج الفصل الثاني
الغاية تنظف الوسيلة وقاعدة التزاحم الفصل الثالث
توثيق الحديث واليقين في غير الأحكام الفصل الرابع
الإسلام لا يملك وسيلة بيان..
العمل بالرأي الفصل الخامس
التأويل.. استيحاء من الأئمة المقصد الثاني
النبوة ومعالمها وأمور عقائدية عامة حول
الأنبياء (صلوات الله عليهم أجمعين) الفصل الأول
سمات الأنبياء(ع).. ومستوياتهم الفصل الثاني
الولاية التكوينية.. إدعاءات و استدلالات
واهية أدلة الولاية التكويني الفصل الثالث
الولاية التكوينية للمعصوم تسخير المخلوقات للإنسان في الآيات
القرآنية الشعور والإدراك لدى المخلوقات توضیحاتافزودن یادداشت جدید
السموات، والأرض، الجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان، انه كان ظلوما جهولا}[250].فليلاحظ كلمة: وأشفقن منها فإن الإشفاق يرتبط بالمشاعر، لا في عالم الإدراك وحسب. وإضافة كلمة "والجبال" في الآية تظهر عدم صحة التفسير الذي يقول بأن المقصود هو العرض على (أهل السماوات والأرض) من ملائكة وجن وغيرهما لو وجد. ولو سلمنا جدلا صحة هذا التفسير فإن الآيات الأخرى التي ذكرناها، تكفي في إثبات ما نرمي إليه. وقال سبحانه عن داود (ع): {إنّا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق. والطير محشورة كل له أواب}[251].وقال في آية أخرى عن داود أيضا: {يا جبال أوبي معه، والطير..}[252] والمراد بالتأويب ترجيع التسبيح على ما يظهر. وقال تعالى: {ويسبح الرعد بحمده}[253].وقال تعالى: {والنجم والشجر يسجدان}[254].وقال تعالى: {تسبح له السماوات السبع، والأرض، ومن فيهن وإن من شي ء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا}[255].ولو كان المراد التسبيح التكويني، بمعنى تنزيه الله سبحانه فلا يبقى مجال لقوله {ولكن لا تفقهون تسبيحهم}. وتسبيح ما في السموات والأرض، مذكور في عدة آيات[256].وقال سبحانه: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا، من خشية الله}[257].وقال تعالى: {ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض، والشمس، والقمر، والنجوم، والجبال، والشجر، والدواب، وكثير من الناس}[258].وقال تعالى: {ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض، والطير صافات، كل قد علم صلاته وتسبيحه}[259].فكل ما تقدم يشير بوضوح إلى أن هذه المخلوقات تملك حالة شعورية وادراكية معينة، وليست مجرد جمادات أو حيوانات خاوية. نماذج حية من تسخير الموجودات العاقلة: فإذا كان الله سبحانه قد سخر المخلوقات لهذا الإنسان، وكانت هذه المخلوقات تمتلك صفة الشعور والإدراك، ولها أعمال عقلانية، ومرتبطة بالشعور، ومستندة إليه، وهي على درجة من الإدراك، فما علينا إلا أن نذكر هنا نموذجا قرآنياً حياً، وواقعياً لهذا التسخير تجلّت فيه طريقته، وأبعاده ومجالاته بصورة ظاهرة، حيث ذكرت الآيات أن الله سبحانه قد سخّر الريح، والطير، والجبال، والجن، لسليمان، وداود عليهما السلام. قال تعالى: {وسخرنا مع داود الجبال يسبحن،والطير، وكنا فاعلين}[260].وقال تعالى: {ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها، وكنا بكل شيء عالمين. ومن الشياطين من يغوصون له،ويعملون عملا دون ذلك}[261].{إنا سخّرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق، والطير محشورة كل له أواّب}[262].وقال تعالى عن سليمان: {فسخّرنا له الريح تجري بأمره رخاءً حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواّصٍ، وآخرين مقرنّين في الأصفاد}[263].وقال تعالى: {وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون}[264] نلاحظ كلمة: فهم يوزعون. أي يمنعون. قصة سليمان وداود عليهما السلام نموذج فذ: وإذا راجعنا سورة النمل، فإننا نجد فيها نماذج فذة عن تعاطي سليمان وداود (ع) مع ما آتاهما الله سبحانه في هذا المجال. وأول ما يواجهنا في الحديث عنهما عليهما السلام أنه تعالى قد وفّر لهما الأدوات الضرورية للتعامل مع هذه المخلوقات في نطاق رعايتها وهدايتها وتوجيهها. فنجدها تبدأ الحديث بأن الله قد آتاهما علما، وعُلّما منطق الطير، وأوتيا من كل شيء، ثم ذكرت الآيات نماذج تطبيقية لهذا العلم، وللمعرفة بجميع الألسنة. ثم لتأثير ما آتاهم الله سبحانه في إدارة الأمور، وتوجيهها ورعايتها، والهيمنة عليها بصورة حيوية وبناءة وإيجابية، لا تأتي إلا بالخير، ولا تؤدي إلا إلى الفلاح. فقد قال تعالى: {ولقد آتينا داود وسليمان علما، وقالا: الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين. وورث سليمان داود، وقال: يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء، إن هذا لهو الفضل المبين. وحشر لسليمان جنوده من الجن، والإنس، والطير فهم يوزعون. حتى إذا أتوا على وادي النمل، قالت نملة: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم، لا يحطمنّكّم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون، فتبسم ضاحكا من قولها}[265].مع آيات سورة النمل: وقد أظهرت الآيات المتقدمة كيف تم توظيف كل القدرات المادية وغيرها في تحقيق رضا