خلفيات كتاب مأساة الزهراء
(عليها السلام)
الجزء الأول
الطبعة الخامسة 1422هـ. الموافق 2002م. مزيدةومنقحة حسب المواضيع من قبل المؤلف
الإهداء:
بسم الله الرحمن الرحيموله الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله.سيدي.. يا بن النبي.. ويا حفيد علي.. بحق أمك
الزهراء المظلومة.. إلا ما كنت الشفيع لي
إلى الله سبحانه.. في يوم لا ينفع مال ولا
بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
سيدي.. إن هذا الجهد الذي أرفعه إليك،
وأضعه بين يديك.. ومعه كل هذا الأذى الذي
أتحمله، وكل ما أتعرض له من خيانة وكيد..
وكل ما يرميني به الموتورون من سهام الحقد
والشحناء، وقوارص الضغينة والبغضاء. إن
ذلك كله.. لم يكن منافسة منا في سلطان، ولا
التماس شيء من فضول الحطام.. ولكن لنرد
المعالم من هذا الدين.. نعم.. لنرد المعالم
من هذا الدين، ونظهر كلمة الحق والهدى بين
العباد، ونحملها وهي أمانة الله في
أعناقنا لننشرها في مختلف البلاد..
سيدي.. فكن لي المعين والنصير، والولي،
والمؤيد. فأنت باب الله وخيرة الله من
خلقه، وصفوته، وحجته على عباده. وأنت
المظهر للعدل والناشر للهدى في بلاده..
سيدي، هذه حاجتي إليك، وطلبتي وضعتها بين
يديك، فبحق أمك الزهراء، وعمتك زينب، إلاّ
شملتني بعين عطفك ومحبتك ورعايتك.
14شعبان 1418 هـ.ق.
تنبيه من كلام البعض:
يقول البعض:"نحن ندعو إلى الحوار بين العلماء والنقد
بينهم، وعلينا أن لا نعتبر النقد عداوة..
ولكننا لا نزال متخلفين نعتبر النقد
عداوة". (نشرة فكر وثقافة، عدد 3ص 4)
فنحن عملا بهذه المقولة نبادر إلى عرض بعض
ما طرحه هو نفسه من مقولات وأفكار، ونرجو
من الله أن لا يعتبر ذلك عداوة حتى لا نكون
متخلفين.
ويقول البعض أيضاً:
"أنا لا أدعي لنفسي العصمة، ولكنني أستطيع
أن أقول: إن 99, 99% مما يقال وينشر ضدي هو كذب،
وافتراء، وبهتان"[1].ونقول:
إننا نطلب من القارىء الكريم أن يراجع
ويقارن فقط!!!.
وسئل البعض:
هل على المفكرين العظام أن ينظروا إلى
ردود الفعل الآتية حول كلماتهم أم أن لهم
نظرة أخرى؟
فأجاب:
"لابد لهم أن ينظروا إلى ردود الفعل لا أن
يتعقدوا منها، ولكن عليهم أن يبحثوا في
الأمر جيداً فقد يكون فيها شيء من
الحقيقة، فليس معنى هذا أن من يرد عليك هو
عدو، فنحن نقول كما علمنا أئمتنا (رحم الله
امرءاً أهدى إلي عيوبي) فقد يكون الشخص
الذي ينقدك أو ينقد فكرك يحبك أكثر مما
يحبك الشخص الذي يمدحك.
لذلك فنحن سعداء أن ينتقدنا الناس، ونحن
نسمع ردود الفعل ونقرؤها، ونفكر فيها، فإن
كان فيها خير أخذنا بها، وإن لم يكن فيها
خير دعونا لصاحبها بالهداية. وتبقى النظرة
المستقبلية تتحرك على أساس متابعة
الواقع"[2].ونقول:
إننا لم نجده أعلن عن تراجعه ولو عن مفردة
واحدة مما أثير، مما يعد بالمئات، بل
بالألوف، كما يظهر من كتابنا هذا، مما
يعني أن كلامه هذا لم يزل في مستوى الشعار،
ولم يتحول إلى عمل وممارسة خصوصاً وهو يعلن
أن أفكاره ما تزال أفكاره، وأنه يتحمل
مسؤوليتها مائة بالمائة. مما يعني أنه
ملتزم حتى بالمتناقضات، وسنرى الكثير
منها في هذا الكتاب.
وقد سئل البعض:
كثير من الأفكار والطروحات بدأ البعض
يطرح التأويل والشكوك حولها منذ فترة،
علماً أنها كانت موجودة في مقالاتكم
وكتبكم منذ الثمانينات، وكانوا يرون
بأنها مميزة ومهمة. ما هو سر الانقلاب؟
فأجاب ذلك البعض بقوله:
"إسألوا هؤلاء الأشخاص فهم يتحملون
مسؤولية ما يقولونه، فمن جهتي أفكاري ما
تزال أفكاري، ومستعد أن أتحمل مسؤوليتها
مائة بالمائة ـ وأنا مستعد أن أشكر كل من
يدلني على خطأ في قول وفعل، وأعتبر أنه
قدّم لي هدية في هذا المجال ـ ولكن الكثير
من الناس يشتمون ويشتمون، ولا يحاورون،
ولا يناقشون"[3].ونقول:
سبحان من يغير ولا يتغير!! فهل يعقل أن
يعلن أحد عن عدم حدوث أي تغيير في أفكاره
طيلة ما يقرب من عقدين من الزمن، ولا
تتكامل أفكاره ولا يطرأ عليها أي تطور نحو
الأفضل أو أي تقليم أو تطعيم، علماً أن في
تلك الأفكار الكثير من الاختلاف والتناقض
أو نحو ذلك؟.