السيدة الزهراء عليها السلام، مما سيمر
على القارئ الكريم بعضه أيضاً في قسم
مستقل إن شاء الله تعالى..
والحمد لله رب العالمين.
جعفر مرتضى العاملي
إلفات نظر
إننا كنا قد اعتمدنا في بعض موارد هذاالكتاب على الطبعة الأولى من كتاب البعض
والمسمى ـ زوراً ـ (من وحي القرآن)، ولكن
بعد أن صدرت الطبعة الثانية، آثرنا أن
نعتمد عليها في سائر ما نورده من عباراته
في كتابه المذكور لأن الوصول إليها أيسر،
فعلى القارئ الكريم مراعاة هذه الجهة
وملاحظة الطبعة الأولى فيما لا يجده في
الطبعة الثانية، راجين منه أن يقبل
اعتذارنا عن هذا الأمر.
تمهيد
ـ حيث لا بد من الإشارة:
قد عرفنا: أن البعض قد أفصح في كتبهونشراته، وفي محاضراته، ومحاوراته
الإذاعية وغيرها عن أمور أثارت جوّا
معيّنا.. وقد كتبنا كتابنا "مأساة الزّهراء
(ع) شبهات وردود"، للردّ على بعضٍ من ذلك..
وقبل أن نضع أمام القارىء بعضا آخر مما
قاله ذلك البعض، مما يحتاج إلى توضيح أو
تصحيح، نذكّر بالأمور التالية:
الأمر الأول:
إن بعض مسوّدات هذا الكتاب قد سرقت وبيعتبمبالغ كبيرة، في محاولة لعرقلة صدور هذا
الكتاب والحد من تأثيره، ولنا أن نتوقّع
في نطاق الإصرار على هذه المقولات بعضا
مما عرفناه وألفناه، كما كان الحال حين
صدر كتابنا: "مأساة الزهراء (ع) شبهات
وردود".
الأمر الثاني:
إن ما يحويه هذا الكتاب من مؤاخذات، ليسهو من الأمور التي يمكن إغماض النظر عن أي
مورد منها، فلو فرضنا ـ وفرض المحال ليس
محالا ـ أنه أمكن تلمّس بعض التأويلات
لموارد قليلة مما ذكر، فإنه لا يمكن
الإكتفاء بذلك، وغض النظر عن الباقي، لأن
كل مورد فيه له أهميّة كبيرة، وقسم منه
يتمتع بدرجة عالية من الحساسية والخطورة،
فيما يرتبط بالتكوين الفكري، على مستوى
المذهب.
الأمر الثالث:
إننا نتوقّع أن تنصب ردودهم وإثاراتهمعلى الأمور التالية: 1ً ـ سيقولون إنها نصوص مجتزأة لا تمثّل
الحقيقة كلّها.
ونحن نرجو من القارىء الكريم أن يتأكّد من
الأمر بنفسه، ليجد: أن هذا الكلام ليس
دقيقا.2ً ـ سيقولون إن كلام ذلك البعض لم يفهم
على حقيقته، أو إنه لا يقصد ما فهم منه..
ونقول:
أولاً: إننا نطلب من القارىء الكريم أن
يراجع كلام ذلك البعض، ليفهمه بنفسه،
ليتبين له هل يصح أن يعتمد على ما يقال له
من تأويلات بعيدة عن ظهور الكلام
ودلالاته، أم لا يصح له ذلك.
ثانياً: ليكتب صاحب تلك المقولات إيضاحات
لمقاصده، ويضمها إليها، ليقرأها القارىء
معا مباشرةً، ويكون بذلك قد حصّنه عن
الوقوع في فهم خلاف مقصوده.3ً ـ قد يقال: إن هذا الكلام قد قيل في
مقامات مختلفة تختلف وتتفاوت، ولكل مقامٍ
مقال..
ونقول:
لا بدّ من بيان خصوصيات المقام الذي قيل
فيه، إذا كانت تلك المقامات بمثابة قرائن
متصلة على المراد؛ ليعرف الناس ذلك؛ فإن
الناس لا يعلمون الغيب، ومن سيولد بعد مئة
سنة سيكون أبعد عن هذه المقامات، وعن
معرفة تأثيرها في دلالة الكلام.
كما أنّ لنا أن نسأل هنا:
هل المقام الذي قيل فيه هذا الكلام يفرض
هذه التنازلات، أو تلك الإعترافات؟!
وهل ستستمر سلسلة التنازلات هذه في
المقامات المختلفة؟!
وهل سيأتي يوم نتنازل فيه عمّا هو أهمّ
وأعظم؟!
وهل هذا الحشد الهائل هو من بوادر ذلك
وإرهاصاته؟!
وهل كل هذا الكم الهائل وسواه أضعاف
كثيرة، قد اقتضته المقامات المختلفة؟!
أم أنّ أكثره قد كتب ونشر بمبادرة مباشرة،
ومن دون أن يكون ثمّة مقام يقتضيه؟ أو يفرض
له وعليه قيودا وحدودا؟!..
4ً ـ قد يقال: لماذا تتمسّك بهذا القول
بالذات، وتترك ما سواه من أقوال أخرى لهذا
البعض نفسه؟.
وجواب ذلك واضح: أولاً: إن الطبيب إنما يلاحق موضع الداء،
ويضع إصبعه على الجرح ويعالجه، ولا شغل له
بما هو صحيح وسليم.ثانياً: إن ذلك البعض قد أعلن في ندوة له
قبل مدّةٍ يسيرة: أنه مسؤول عن كل ما كتبه
منذ ثلاثين سنة وهو ملتزم به[7].