إلی أین یتجه عالم الیوم؟

موسی الزعبی

نسخه متنی -صفحه : 204/ 185
نمايش فراداده

الفصل الثالث عشر : انمساح السلطة

من يحكم العالم في مطلع الألف الثالثة؟ فلم يبق سوى قوة عظمى واحدة، هي الولايات المتحدة الأمريكية، منذ نهاية "الحرب الباردة" لكن ما هو الدور الحقيقي والنفوذ لهذه القوة، في عالم يفرض فيه الاقتصاد قانونه؟ وما دور سلطات المنظمات الدولية، مثل منظمة الأمم المتحدة، ومجموعة الـ (7)، ومنظمة الأمن والتعاون الأوربي، ومنظمة التجارة الدولية... إلخ، في هذه الظروف الجديدة؟ وما القدرة الحقيقية لوسائل الإعلام، وجماعات الضغط "اللوبيات"، والمنظمات غير الحكومية؟ فهناك تَغَيُّر يقع في العلاقات الدولية، كما في المجتمع، في كل أنحاء العالم، خصوصاً في السلطة. وهذا ما يمكن إدراكه أيضاً في مستوى الدولة، حيث ضعفت قدرة التدخل من قبل الدول، كما هو الأمر، على مستوى العائلة، وعلى مستوى المدرسة أو المؤسسة. فالعالم في طريقه إلى المرور من أشكال السلطة الاستبدادية، والسلطة التسلسلية، المتسامية إلى أشكال تفاوضية، شبكية الشكل، أفقية، أكثر تَحَضَّراً لكنها معقدة أكثر.