نجم الدين السمان
بينما كان المسرح السياسي. المتأثر بالمدرسة البريختية، سائداً عقب نكبة حزيران وطوال عقدي السبعينيات والثمانينيات؛ كان عبد الفتاح قلعه جي يأخذ مساراً مفارقاً في كتاباته الإبداعية للمسرح. سماها "المسرح الطليعي". تلك التسمية لا سيما في مهرجانات الهواة المسرحية في سورية، أثارت نقاشات لاهبة بعد كل عرض كانت فرقة إدلب المسرحية تقدمه عن نص للقلعه جي تلو نص، حتى لكأنها اختصت بنصوصه عبر مخرجها المتميز أحمد مروان فنري. في الوقت الذي كانت فرق حلب المسرحية هاوية ومحترفة، تتحاشاها!
مفارقتان اندمجتا في ذاكرتي عن تجربة القلعه جي في الكتابة المسرحية، وقد عاصرتها تجسيداً وقراءة وعروضاً منذ "غابة غار ـ طفل زائد عن الحاجة ـ ثلاث صرخات ـ اللحّاد" وحتى مسرحياته "عرس حلبي ـ هبوط تيمورلنك ـ اختفاء وسقوط شهريار ـ باب الفرج" مروراً بمسرحيتيه: "الشاطر حسن ـ الملوك يصبون القهوة" وليس انتهاء بـ "فانتازيا الجنون" التي اعتبرها إرهاصاً بمرحلة جديدة في مسيرة القلعه جي المديدة في الكتابة المسرحية.