ادباء مکرمون نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
مشهد ما قبل النهاية يحمل معه عودة إلى مشهد المقدمة حيث المعلم وتلاميذه والكومبيوتر الذي قدم إلينا هذه الحكاية المنسوجة من وحي الخيال والعلم معاً، كما يحمل هذا المشهد من خلال الحوار الدائر بين المعلم وتلاميذه دفاعاً عن شخصيات المسرحية لا من ناحية مواقفها بل بنائها ودورها في العمل، ولا شك هنا أن شخصية المعلم إنما تتكلم بلسان الكاتب الذي يحاول إيضاح ما غمض فيما يتعلق بالشخصيات وتركيبتها ووظيفة كل منها.
نهاية المسرحية تعود بنا إلى السلطان حيث نراه وقد أصيب بالمرض وهو على فراش الموت، في الوقت الذي لا يزال فيه إعلام السلطة يمارس دوره التضليلي حينما يلقي ببيانات إيجابية حول حالة السلطان الصحية، بينما يتلاشى السلطان شيئاً فشيئاً ويرمي به خارجاً بعد أن تعرض لحالة من التورم غير طبيعية ويصبح جسده نهباً للرائح والغادي، بينما تختصر زوجته كل ما قرأه القارئ أو شاهده المشاهد حين تقول:
"صلاح الدين لا يموت.. الثاني يموت، الثالث يموت.. وهكذا.. هذه السلسلة الظالمة التي تصنعها الحاسبات الأجنبية لا بد أن تتلاشى ليعود صلاح الدين الأول" الذي نسمع صوته في نهاية المسرحية وهو يقول: "نشدت السلام فلم أجد إلا السيف طريقاً لـه وكنت أتمنى غير ذلك، ابحثوا عني في نفوسكم قبل أن يصدأ سيفي وتبلى ثيابي، فأنا ما زلت حياً".