عبدالفتاح قلعه جی، جمعیة المسرح، محمود منقذ الهاشمی، حسین یوسف خربوش، عبدالله أبو هیف، حمدی موصلی، وانیس بندک، محمد عزام، ولید فاضل، فایز الدایة، جوان جان، نجم الدین السمان، خالد محیی الدین البرادعی، أحمد زیاد محبک، محمد قرانیا، ریاض نعسان آغا، مروان فنری، ناظار ناظاریان
كأنما القلعه جي قد استنفذ مدارات مرحلته الأولى "الطليعية" أو أنها استنفذته بذهنيتها المكثفة التي تخاطب نخبة عالمة دون الجمهور الواسع. من مسرح النخبة إلى مسرح الفرجة يتوخى القلعه جي رؤية مقاعد المسرح محتشدة بجمهور عام، ها هنا ينفتح الفضاء المغلق من كهف ومقبرة وبرميل زبالة إلى خشبة قابلة لكل احتمال بصري باستلهام الحكاية التراثية كما في "اختفاء وسقوط شهريار"، باستلهام التاريخ أسئلة في الراهن كما في "هبوط تيمورلنك"، وباستلهام أنماط العيش لدى الناس أفراحاً وتقاليد كما في "عرس حلبي".تنضفر عناصر الحكاية التراثية والشعبية بتجلياتها البصرية خيال الظل ـ صندوق الفرجة ـ الراوي بأشكال الحكواتي والشاهد على حدث يجري وعلى تواريخ، ويتم تطويع اللغة المسرحية لصالح تعدد الأصوات في النص تخففاً من اللغة الشعرية المجردة، ويتخذ الحدث الدرامي تجليات ملموسة تخففاً من الذهنية.. وبالطبع، لا تختفي سمات المرحلة الأولى كلية لكنها تتوارى، قليلاً أو كثيراً لصالح اختلاف الخطاب واختلاف توجهه.يصبح سؤال التاريخ في الراهن، وسؤال الراهن عن التاريخ، هاجساً أساساً في المرحلة الثانية من مسيرته الطويلة، لكأن ذلك يستدعي لغة خطاب مباشرة كما في نصه "الملوك يصبون القهوة"، حتى كأنه درس في التاريخ، رغم الاقتراحات البصرية التي يتوخاها القلعه جي فضاءً للمسرح الشامل حواريات وحكايات، خيال ظل وصندوق فرجة، مادة حلم وقائع ملموسة، لغات إخبار وتعبير وشعرية نازفة، بعضها يتلمس بنية اللغة التراثية صرفاً وبعضها يتلمس المنطوق الشعبي للشخصيات.. هناك أيضاً الشعر الفصيح ـ الشعر الشعبي زجلاً ومواويل وأغنيات وعدّيات.كل ذلك يختلط في محاولة تجريبية لتجسيد معادلة صعبة يراهن عليها القلعه جي، هذا الرهان.. الرهان على الفرجة المسرحية الشاملة يأخذ القلعه جي إلى صراط رهيف يفصل ما بين مسرحية المسرح وما بين تهافته في الشعبية.