عبدالفتاح قلعه جی، جمعیة المسرح، محمود منقذ الهاشمی، حسین یوسف خربوش، عبدالله أبو هیف، حمدی موصلی، وانیس بندک، محمد عزام، ولید فاضل، فایز الدایة، جوان جان، نجم الدین السمان، خالد محیی الدین البرادعی، أحمد زیاد محبک، محمد قرانیا، ریاض نعسان آغا، مروان فنری، ناظار ناظاریان
فهذه الروح الفنية المتيقظة في "ملحمة القيامة"، كانت تهيج الفطرة الشعرية لديه، فاتجهت إلى التحرر من القيود العروضية والتخلص من عمود الشعر، وإن كانت لا تسمح باستعمال ألفاظ لا تدخل في قوالب التفعيلات الموروثة، لمكان هيكلها الصّوتي، فهي إذن، أخذت بالألفاظ الروح والجوهر، ممّا أتاح لها تلاحماً خاصاً في الناحيتين: الفنية والفكرية، ذلك أنها تسير في تحديد مفهومها الشعري، على الأسس والمبادئ المتبعة في الشعر الحديث، من حيث إقامة الكلام الموزون على أساس وحدات صغيرة، وضمّ هذه الوحدات في مجموعات أكبر، وهو المصطلح عليه "بالتفعيلات"، مع المحافظة على الإيقاعات الخاصة التي تنتظمها تناغمات موسيقية معيّنة، فقد ظلّت واعية تمام الوعي للإيقاع المميز للقصيدة العربية.ولعله ممّا تجدر الإشارة إليه في هذا السياق، أن نشير هنا إلى أن مفاهيم علم العروض ومصطلحاته، مما يتصل بالشعر في العربية، كانت هي الوسائل الأولى التي ينطوي عليها شرح الإيقاع الغنائي، فقد كان اهتمام الموسيقيين العرب يعتمد على نهج علم العروض في تقطيع أزمنة النغمات إلى وحدات تفعلية خاصة. غير أن هذا الفهم للإيقاع الغنائي أخذ يهتم بالإيقاع الشعري، وذلك على أساس من المقابلة والمقايسة بين وحداته بالتفاعيل العروضية، إذ صارت وحدات التفاعيل العروضية قضية يقاس عليها في هذا المجال.ومن هنا، فإن تتبع عناصر الجانب الصوتي الموسيقي في إيقاع "ملحمة القيامة" يكشف عن قضيتين مهمتين في هذه القراءة التحليلية التي نحن بصددها، وهما قضيتا الوزن الشعري والقافية.