الكاتب ومنهجه في استلهام التراث والتحديث
عبد الفتاح رواس قلعجي المسرحي والباحث والناقد والشاعر، وأحد أهم الأسماء المسرحيين العرب الذين ولعوا بالتراث والتجريب، وهو ابن مدينة عريقة بالفن ومدرسة في الغناء والموشحات والطرب حلب الشهباء.. دائماً يحب أن يطلق على نفسه (الباحث المسرحي).. وليس الناقد أو الكاتب. مؤلفاته كثيرة ومتنوعة زادت عن ثلاثين مؤلفاً في المسرح والتراث والدراسات النقدية المسرحية والتراجم والشعر.أما عن النهج الذي اختطّ وسار عليه عبد الفتاح قلعجي في استلهام التراث في أشكاله وصيغه التأريخية الجاهزة والتاريخية العامة والشعبية (المكتوب منها والمحفوظ) وتوظيفه لها، يمكن حصرها في النقاط التالية: 1 ـ لم يتجه إلى التراث ليمارس حنينه نحوه وحسب، وإنما ليمارس بعداً أنطولوجياً كشرط ضروري وحاسم يرتبط بوجود المسرح العربي المعاصر ذاته. هذا المسرح الذي واجه الاختيار (الهامليتي) الصعب. أن تكون أو لا تكون..؟!حيث كان هذا المدخل (الأنطولوجي) ضرورة لتحقيق كينونة هذا المسرح.2 ـ إن هذا التوظيف يرى فيه "القلعجي" الأداة التي تحقق نوعاً من التواصل الفني الذي لا يتجاوز الطرح المباشر للقضايا. وهذا شأن العديد من المبدعين الذين تعاملوا مع النص التراثي والقلعجي مثل غيره من المبدعين، مهمته لا تكمن في إيصال المعارف فقط، بل تكمن أيضاً في تحقيق نوع من التأثير والجمالية كما في مسرحية (هبوط تيمور لنك).. 3 ـ لم يستفد من الحادثة التاريخية بشكلها(الفوتوغرافي) المباشر وإنما استحضرها للتدليل بها فلجأ إلى الرمز ودمجه في الحدث المعاصر وصنع منه لبوساً فضفاضاً، وبهذا يمتد خيط التاريخ ليصل إلى الحاضر عبر دلالات إيحائية وأخرى فنية وهذا محقق بشكل جلي في مسرحية (دستة ملوك يصبون القهوة) ومسرحية مدينة من قش.