عبدالفتاح قلعه جی، جمعیة المسرح، محمود منقذ الهاشمی، حسین یوسف خربوش، عبدالله أبو هیف، حمدی موصلی، وانیس بندک، محمد عزام، ولید فاضل، فایز الدایة، جوان جان، نجم الدین السمان، خالد محیی الدین البرادعی، أحمد زیاد محبک، محمد قرانیا، ریاض نعسان آغا، مروان فنری، ناظار ناظاریان
استفاد المخرج من حدود المكان في مسرح الحمراء فجعل الطرفين الأيمن والأيسر يمتدان إلى الصالة ويشتملان على المنازل وعدد من الدكاكين وكذلك المقهى حيث الحكواتي وخيمة كراكوز، وفي صدر المسرح يقبع المخفر والسجن، وفي الجانب الأيسر ارتفع قوس يمتد بعد ذلك عمق الحارة إضافة إلى مداخل جانبية، وترك أعلى المنازل مجالاً لإطلالة النسوة في حالات متعددة فرحاً ولهفة وحزناً فأعطت بعداً وعمقاً، وكان للمئذنة موضع في ارتفاع وعمق لصدر المسرح. إن معمار "العرس" وظف بشكل جيد وأتاح لجميع الممثلين الذين زادوا على الستين ساحة وسط الخشبة، ثم إنها تمتد بطول الصالة بين المتفرجين وتدور وراء الكواليس في حركة دائرية ثم إن هذا المعمار تضمن القدرة على الاستجابة للمشاهد الجانبية والداخلية انطلاقاً من المشهد الأساسي في أحد أطراف المسرح فعندما دار الحديث بين حسن وأمه وأخته أضيئت الزاوية اليمنى لدى مشهد الفرن وعناء الناس أيام الحرب وجشع ديبو الفران، وفي لقطة أخرى مع الحديث نرى رئيس المخفر الأمباشي والمختار، وكذلك في حكاية أصل كراكوز وعيواظ يتحدث حسن في المقهى يسار المسرح فنعود لنرى تشخيصاً حياً يؤديه الممثلون في وسط الخشبة. مهما يطل الكلام على الجوانب المادية والفنية الشكلية فلا بد من أن نقف عند التمثيل لأنه النبض الحي في المسرح فإما أن يتدفق وإما أن يتحول إلى تصنيف شكلي خارجي، ولعل التحدي الساعي إلى خلق المتعة مع جرعات فكرية هو ما جعل الممثلين في معظم الحالات يتفاعلون مع المشاهد سواء كانت رئيسية أو مساعدة إلا في حالات سأذكرها فمن حسن (الزيناتي قدسية) وليلى (فلدا سمور) والأمباشي (محمد جبول) والخندقاني (ياسين الأرناؤوط: إلى الممثل الذي يصدح صوته في العراضة مروراً بعدد من الفنانين الذين حاولوا أن يعطوا الانطباع بتلقائية المشهد (سعاد عمر: الأم وهيفاء واصف الأخت) ورياض شحرور ومحمد طرقجي في دوري الفران وميسور، وعبد السلام الطيب في دور هام هو عبدو الجدبة لأنه يتطلب تقمصاً متميزاً يخرج به عن نطاق المألوف ويقنع في الوقت نفسه بالتموج الذي يطرأ عليه فتنطلق كلمات الحكمة والكشف ممزوجة بنغمة الصوت: الاندفاع أحياناً والمسكنة في أحيان أخرى، وإن الأداء لهذا الدور يمشي على حافة دقيقة والميل إلى طرف يؤدي إلى الافتعال والهيئة المبالغ فيها، والانحراف إلى طرف آخر يصم الحركة بالبطء، وقد اجتهد "الطيب" ليعيش في أجواء "عبدو" إلا أن الدور يحتمل التجويد الأعمق.