2ـ في محكمة الظلم
(قشقو) رئيس العسس يجمع في يديه السلطات الثلاث، ويستجوب النزيل بتهمة أنه شوهد في المقهى وهو يحتسي القهوة ويقول: (أف الطقس اليوم حار). فيحاسبه المحقق على هذه الجملة، على الرغم من أنه لم يكن يعني بها شيئاً آخر. لكن المحقق يريد أن يستلّ منه اعترافاً بالإكراه، فيلفق لـه تهمة أنه كان يعني: (تفو. الوضع الاجتماعي لا حرية فيه). وأنه ألّف رواية بعنوان (الزلزال) يقول فيها بعد زيادة سعر الضوّايات والشموع: صرنا نعيش على الظلام بخنوع وخشوع. فيطلب المحقق وضع جدول بأسماء شخصيات الرواية، وتسجيل أقوالهم، واستدعائهم للتحقيق! في القضية الثانية يُحضر الجندُ رجلاً (صطيف) كان ينام على الرصيف مع زوجته وأطفاله، لأنه لا يملك بيتاً. فتتهمه المحكمة بأنه كان يريد أن يفجّر قصر الباشا. وعندما يفتشونه يجدون لديه رغيف خبز يابس، فيعتقدونه لغماً ناسفاً. وعندما يقصّ قصته على المحكمة، وأن تاجر البناء قد باعه بيتاً، ثم باع البيت لمشتر آخر. جاء فرماه هو وأسرته في الشارع.كان ردّ القاضي: القانون لا يحمي المغفّلين. وعندما يعلم القاضي أن تاجر البناء شريك العسكر، يرحّب به أجمل ترحيب ويتّهم المواطن بأنه اغتصب داراً ليست له. فيحكم عليه بالسجن، وبغرامة عشرة دنانير للدولة، لأنه نام مع عائلته على الرصيف. والرصيف للدولة. وبخمسة دنانير أجرة استراحة في السجن. وبمثلها أجرة معالجة فيزيائية (تعذيب).