عبدالفتاح قلعه جی، جمعیة المسرح، محمود منقذ الهاشمی، حسین یوسف خربوش، عبدالله أبو هیف، حمدی موصلی، وانیس بندک، محمد عزام، ولید فاضل، فایز الدایة، جوان جان، نجم الدین السمان، خالد محیی الدین البرادعی، أحمد زیاد محبک، محمد قرانیا، ریاض نعسان آغا، مروان فنری، ناظار ناظاریان
وَسَمَ القلعه جي المرحلة الأولى في كتابته للمسرح بـ "المسرح الطليعي"، وهي ملتبسة وإشكالية، بسبب من تركيبها اللغوي مجازاً ودلالة على أن الطليعية سيرورة في الفن والحياة.. بهذا المعنى، يكون مسرح "هوميروس" طليعياً، كما كل انعطاف مسرحي يشكل تجاوزاً أو إرهاصاً بجديد. هكذا حال تسمية "المسرح التجريبي" أيضاً، لأن التجريب سمة إنسانية لولاها ما تقدمت البشرية فكراً وفناً وعلوماً وبهذا المعنى يكون أبو خليل القباني تجريبياً، كما الطيب العلج، كما محمود دياب، كما وليد إخلاصي وسعد الله ونوس ومحمد أبو معتوق وغيرهم، لأن العمر الزمني القصير للمسرح العربي قياساً للمسرح العالمي في شرقه أو غربه، لم يكن مسرحنا من إرساء نموذجه، أو مدارسه، أو صوته الخاص، وأنا أعتبر المسرح العربي منذ بواكيره الأولى، التي لا تتعدى منتصف القرن التاسع عشر، وحتى راهننا، لا يزال في مرحلة التجريب، وفي مرحلة البحث عن هويته وصوته وفضائه، لا سيما انقطاعه عن الطقوس المسرحية الأولى، انقطاع تاريخ مديد وانقطاع بنية معرفية ما بين فجر التاريخ في سورية ومصر وبلاد الرافدين وبين بواكير النهضة العربية الحديثة. يعزز هذا الانقطاع أن مسرحنا العربي قد تمثل النموذج الغربي الأوروبي في المسرح، ولا يزال يتمثل تجاربه ومدارسه، رغم المحاولات الجادة لتأصيله باستلهام التراث، لا سيما ما تبقى من طقوسه المسرحية الشفوية المتواترة، ومن الخصوصية الحكائية، ومن أشكال الفرجة الشعبية، أو ما تبقى منها قبل اندثارها الوشيك.من هاهنا، ولغير ذلك من الاعتبارات، سأتحفظ على تسمية "المسرح الطليعي" فيما يخص مسرح القلعه جي، وغيره.. وفي ظني أن مسرحه ينقسم إلى ثلاث مراحل، في سياق بحثه التجريبي عن تأصيل المسرح في حياتنا العربية المعاصرة، ومن خلال رؤيته الخاصة وبحثه الدؤوب.