عنصریة و الابادة الجماعیة فی الفکر و الممارسة الصهیونیة

غازی حسین

نسخه متنی -صفحه : 120/ 59
نمايش فراداده

كانون الأول عام 1973، وجاء فيه إدانة: "التحالف غير المقدس بين عنصرية جنوب أفريقيا وبين الصهيونية".(6).

ولكن إسرائيل والصهيونية والمنظمات اليهودية في العالم لم تتحمل قرار الأمم المتحدة لأنه وجه ضربة عادلة إلى صميم جوهر الصهيونية والكيان الصهيوني. لذلك جاء القرار موجعاً ومؤلماً للغاية لإسرائيل واليهودية العالمية والولايات المتحدة الأميركية. فإدانة الصهيونية بالعنصرية والتمييز العنصري تعني إدانة الركيزة الأساسية التي قامت عليها إسرائيل، ويعني القرار وجوب إزالة الكيان العنصري اليهودي في فلسطين كما زالت النازية ومؤسساتها في ألمانيا ونظام الأبارتيد في جنوب أفريقيا.

ردود الفعل المؤيدة للقرار 3379

رحبت الصحافة العربية ترحيباً حاراً بقرار الأمم المتحدة الذي ساوى الصهيونية بالعنصرية، واعتبرته إدانة عالمية لما تقوم به إسرائيل من عنصرية وإرهاب واستعمار استيطاني، وإبادة جماعية وتهويد للأراضي والمقدسات العربية والإسلامية. وأكدت أن ما تقوم به إسرائيل لا مثيل لـه في العالم على الإطلاق إلاَّ في النظام العنصري في جنوب أفريقيا، وأن عنصرية إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي أسوأ وأخطر من عنصرية النازية في ألمانيا.

وأشارت الصحف والمجلات العربية إلى أن التفهم العالمي الواسع لقضية فلسطين جاء نتيجة للنضال البطولي والمقاومة المسلحة للشعب العربي الفلسطيني. وطلبت من المنظمة الدولية إرغام إسرائيل على تنفيذ قراراتها وعدم الكيل بمكيالين.

وأكدت الأوساط السياسية والصحفية العربية أن تأييد المجتمع الدولي ومساندته للكفاح العادل الذي تخوضه الأمة العربية ضد الصهيونية ليس وليد سياسة الاستسلام والخضوع والمهادنة للامبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، أو نتيجة السير في التسوية الأميركية، وإنما أساسه ومنبعه الفعلي هو الصمود والتصدي، والكفاح المسلح والسياسي، للحصول على الأرض والحقوق العربية المغتصبة. واعتبرت أن القرار 3379 هزيمة نكراء للامبريالية والضغوط الأميركية والأوروبية.

وشذت صحف السادات كالأهرام والجمهورية والأخبار عن هذه القاعدة ولم تعلق على القرار، وثمّنتْ مجلة فلسطين الثورة، المجلة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية في العدد 169، الصادر في 16 تشرين الثاني 1975، هذا الانتصار، وجاء في افتتاحية المجلة مايلي:

"جاءت القرارات التاريخية الثلاث التي أصدرتها الأمم المتحدة تتويجاً لكفاح الشعب الفلسطيني على مدى خمسين عاماً، وتدعيماً لصمود الثورة الفلسطينية في وجه الامبريالية والصهيونية، والثورة الفلسطينية وهي تقدِّر عالي التقدير هذا التكريس العالمي لعدالة كفاحها، وأهدافها، تجد في هذه القرارات التاريخية قفزة نوعية حققها الشعب الفلسطيني على أرض الصمود أولاً، فبالصمود البطولي وبالمبادرة الشجاعة، جعلت الثورة الفلسطينية من قضية فلسطين، قضية العالم بأسره. لقد صدر هذا القرار التاريخي رغم وقوف الامبريالية الأميركية بكل ثقلّها لمنع صدوره، وإننا في لحظة النصر، نرى في انتصار قضيتنا في أرفع منبر دولي انتصاراً لكل الشعوب المكافحة، وهزيمة مدوية للامبريالية ولكل أعداء الشعوب".

وأدلى الناطق الرسمي باسم منظمة التحرير الفلسطينية ببيان حول صدور القرار 3379 جاء فيه:

"إن قرار إدانة الصهيونية وفضحها كأحد أشكال التمييز العنصري يشكل إعلاناً دولياً شاملاً بأن الاغتصاب الصهيوني لفلسطين مرفوض من أساسه، ولا يمثل سوى عمل من أعمال القوى العنصرية البائدة في عالمنا، والتي تضمحل وتزول مع تقدم حركة الثورة ونضال الشعوب. إن الدول التي ساهمت في إنجاز هذا الانتصار الفلسطيني (العربي والدولي) كانت بموقفها الذي يدين الصهيونية تعلن بشكل قاطع، وواضح أن الأمم المتحدة لم تعد ميداناً للقوى الاستعمارية والعنصرية المتآمرة على إرادة الشعوب."(7).

ووزعت وكالة نوفوستي السوفيتية مقالاً كتبه فلاديمير سيمونوف حول القرار جاء فيه:"إن البلدان السبعين (72)، التي صوتت على