إعداد ونشر
مركز الإمام الخميني الثقافي
"لو جردوا الأمم من النساء الشجاعات والمربيات للإنسان فسوف تهزم هذه الأمم وتؤول إلى الانحطاط"
المرأة هي قضية قديمة قدم الإنسان على الأرض. تتقلب أحوالها بحسب تقلب المجتمعات الإنسانية، ليرتفع شأنها حيناً وتسمو بنفسها الإنسانية مقتحمة قمم المجد والكمال. ولتسقط في أوحال المجتمعات المتخلفة حيناً آخر، متناسية كل إنسانيتها لتتحول إلى مجرد تمثال جميل المظهر منحوت على طرف الشارع أو زاوية المتجر أو منقول عبر شاشات التلفزة...
هكذا أراد الله تعالى للمرأة أن تكون إنساناً وأراد لها أهل الجاهلية في كل عصر أن تكون تمثالاً. تمثال بلا روح ولا مغزى ولا معنويات!
فمن هو الذي راعى حقها. ومن هو الذي ظلمها؟
من هو الذي ارتفع بها إلى قمم الكمال والعزة، ومن أسقطها وأفرغها من كل معنى وسلب منها كل عزة؟
أين عزة المرأة وكيف يكون كمالها؟
هذا الكتيب يعكس فكر الإمام الخميني رضوان الله تعلى عليه الذي استطاع أن يفجر في المرأة إنسانيتها المدفونة ويفعّل طاقاتها التي وأدتها الجاهلية فكراً وأخلاقاً وممارسة. لتعود المرأة قلب المجتمع النابض بالكمال، وهو دورها الطبيعي الذي أراده الله تعالى لها.
كيف ينظر الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه إلى المرأة؟ وما هو دورها الذي رآه لها في المجتمع؟
فلنقرأ معاً هذه الوريقات المأخوذة من كلماته وممارساته في الحكومة والمجتمع والعائلة.
الفصل الأول
مكانة المرأة
1ـ خليفة الله
2ـ يوم المرأة
3ـ ما قدمه الإسلام للمرأة
4ـ البنت جيدة جداً
خليفة الله
إن المرأة قبل أن تكون أنثى هي ـ كما الرجال ـ إنسان، خليفة الله على الأرض {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة...}، يحمل المسؤولية الإلهية على عاتقه {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان...}، ترفعه الكرامة الإلهية {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً}، لا يتميز فرد من أفراد الإنسان سوءا كان ذكر أم أنثى... إلا بالتقوى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعرفوا، عن أكرمكم عند الله اتقاكم}.
وإلى هذا يشير الإمام الخميني (قدس سره) بقوله: "القانون أخذ بعين الاعتبار... حقوق النساء وبقية الفئات والطبقات، لا يوجد في الإسلام فروق بين جماعة وأخرى، التمايز بالتقوى فحسب".
إذاً كل ما أعطاه الإسلام للإنسان هو المرأة، فهي الخليفة وهي المكرمة وهي تتحمل الأمانة الإلهية وهي مكلفة بإعمار الدنيا.. كالرجل تماماً يقول الإمام الخميني (قدس سره): "المرأة إنسان بل إنسان عظيم...".
بل هو يدعو إلى الالتفات لمقامها الإنساني والتصرف على هذا الأساس: "نحن ندعو لأن تحتل المرأة مكانتها الإنسانية السامية".