مرأة فی فکر الإمام الخمینی

سید روح الله موسوی الخمینی؛ گردآورنده: مرکز الإمام الخمینی الثقافی

نسخه متنی -صفحه : 17/ 5
نمايش فراداده

المرأة كل أبواب الإنسانية وكل المجالات التي تطالها يدها يتهم بأنه يمنع تحرر المرأة؟!

الإسلام لمن يدفن شيئاً في المرأة وإنما نظم لها كل شيء.

الحرية تتوقف عند حقوق الآخرين

من جهة أخرى فحرية كل إنسان تتوقف عند حقوق الآخرين، فأنا حر فيما يعنيني ولكني لست حراً في نهب أموال الناس، حر في عملي ولكن لست حراً في قتل النفس المحترمة... فكل حرية تقف حدودها عن حقوق الآخرين، وكذلك ما يسمى بحرية المرأة، يقول الإمام الخميني (قدس سره): "مثلما وضع الله تبارك وتعالى قيوداً للرجال لئلا تقودهم شهواتهم إلى الفساد والإفساد، كذلك صنع مع النساء، كل ذلك من أجل إصلاحهن، فالأحكام الإسلامية كلها من أجل صلاح المجتمع".

فالحرية التي ينشأ عنها فساد المجمع وانحطاطه ليست حرية! وإنما هي ظلم للمجتمع وتعدي على حقوقه.

وكذلك الحرية التي ينشأ عنها ظلم الشخص نفسه لا يمكن وضعها في خانة الحرية والسماح بها، فهذه المجتمعات المتحضرة لا تسمح للشخص بالانتحار، وتمنعه من ذلك. وتعتبر من يعينه على ذلك مجرم مذنب! فهل يوجد من يعترض على ذلك ويضعه في خانة منافات حرية هذا الشخص؟ وكذلك ظلم المرأة لنفسها لا يمكن وضعها في خانة الحرية.

"النساء أحرار في اختيار عملهن ومصيرهن، وكذلك زيهن مع مراعاة الموازين، وقد برهنت التجربة الراهنة للنشاطات ضد النظام الشاهنشاهي أن النساء وجدن حريتهن أكثر من قبل في اللباس الذي يدعو إليه الإسلام".

هذا هي الحرية الحقيقية التي ينادي بها الإسلام وتنادي بها الفطرة السليمة.

2ـ حقوق المرأة

"إن المرأة في النظام الإسلامي تتمتع بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها الرجل، بما في ذلك حق التعليم والعمل والتملك والانتخاب والترشيح، وفي مختلف المجالات التي يمارس الرجل دوره فيها، للمرأة الحق في ممارسة دورها. بيد أن هناك أموراً تعد مزاولتها من قبل الرجل حراماً لأنها تقوده إلى المفاسد، وأخرى يحظر على المرأة مزاولتها لأنها توجد مفسدة، لقد أراد الإسلام للمرأة والرجل أن يحافظا على كيانهما الإنساني، فهو لا يريد للمرأة أن تصبح ألعوبة بيد الرجل، وإن ما يرددونه في الخارج من أن الإسلام يتعامل مع المرأة بخشونة وعنف لا أساس له من الصحة وهو دعاية باطلة يروج لها المغرضون، وإلا فإن الرجل والمرأة كلاهما يتمتع بصلاحيات في الإسلام. وإذا ما وجد تباين فهو لكليهما، وإن ذلك عائد إلى طبيعتهما".

للإنسان كل الحق في ممارسة ما يشاء ليرفع شأنه ويخدم مجتمعه، فهو فرد فعال في المجتمع له حق في أن يطرق الباب الذي يجب.

ولا يتوقف هذا الأمر إلاّ عند حد الضرر بالنفس أو بالمجتمع، فلا يحق للإنسان أن يؤذي نفسه أو يؤذي مجتمعه سواء كان هذا الإنسان رجلاً أو امرأة، لذلك نجد الإسلام وضع للمرأة حدوداً ـ كما وضع للرجل ـ تمنعها من الانحطاط ومن أضرار المجتمع، فالإسلام أحرص على المرأة من المرأة نفسها.

يقول الإمام الخميني (قدس سره): "إن الإسلام يأخذ ينظر الاعتبار حقوق النساء، مثلما يهتم بحقوق الرجال، وقد اعتنى بالنساء أكثر من اعتنائه بالرجال... فلهن الحرية في ممارسة نشاطاتهن وبكامل إرادتهن، وفي انتخاب العمل. ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أن في الشرق ثمة محدوديات للرجال أيضاً، وهي لمصلحة الرجال أنفسهم، فالإسلام يحرم ممارسة الأفعال التي فيها مفسدة للرجال كالقمار وتناول الخمور والمخدرات، لأنها مقرونة بالمفاسد... محدوديات لمصلحة المجتمع نفسه".

المرأة والعمل:

إن الإسلام لا يمنع من عمل المرأة مع الاحتشام ومراعاة الأحكام الشرعية يقول الإمام (قدس سره): "فلتعمل المرأة ولكن بالحجاب. لا مانع من عملها في الدوائر الحكومية ولكن مع مراعاة الحجاب الشرعي والحفاظ على الشؤون الشرعية". فتركها للحجاب الشرعي والاحتشام سيحوّل وجودها في المؤسسات ومراكز العمل من دور بنّاء