وروي ان لقب:المثقب" العبدي، انما جاءه من قوله:
وعرف المتلمس بهذا الاسم بقوله:
وعرف الممزق بهذا اللقب لقوله:
وعرف "النابغة" بالنابغة بقوله:
وذكر أن "منبه بن سعد"، إنما عرف ب"أعصر"، بقوله:
وأن معاوية بن تميم، إنما عرف ب "الشقر" بقوله:
وأن "خالد بن عمرو بن مرة"، إنما قيل له:الشريد"، بقوله:
وأن "صريم بن معشر"التغلبي، إنما عرف ب "أفنون"بقوله:
وأن معاوية بن مالك، سُمي معود الحكام لقوله:
وذكر "الجاحظ"، أن "عمرو بن رياح" السلمي أبو خنساء ابنة عمرو، غلب عليه الشريد، لقوله:
وعرف "خداش بن بشر"، "خداش بن لبيد بن بيبة"، "خداش بن بشر بن خالد بن بيبة"من بني مجاشع بالبعيث، لقوله:
وذكروا ان "الفند"، واسمه "شهل بن شيبان"، انما سمي الفند، لأنه قال يوم "قضة": أما ترضون أن أكون لكم فِنداً. وأن طفيلاً الغنوي، انما عرف بالمحبر، لتحسينه الشعر، وأن علقمة بن عبدة، انما لقب بالفحل، لأنه تزوج امرأة امرئ القيس، بعد أن حكمت له بتفوقه على زوجها في الشعر أو لأنه كان في قومه علقمة آخر عرف ب"علقمة الخصي"، وان "الأعشى" انما عرف بصنّاجة العرب، لكثرة ما تغنت العرب بشعره، وأن عنترة انما لقب بالفلحاء لفلحة كانت به.
وأما الأغربة من الشعراء، فهم عنترة، وخفاف بن ندبة السلمي، وأبو عمير ابن الحباب السلمي، وسليك بن السلكة، وتأبط شرّاً، والشنفري، وكلهم من الشعراء الجاهليين.
إلى آخر ما ذكروه من تعليلات عن أسباب تلقيب الشعراء الجاهليين بألقابهم التي عرفوا بها، تجد بقيتها مدونة في كتب الأدب واللغة والأخبار.
ولعلماء الشعر بعد، آراء في أحسن وأجود ما قيل من شعر في فن واحد من فنون الشعر، فقيل أرثى بيت قيل في الجاهلية، قول أوس بن حجر:
وهذا على رأي الأصمعي، وقدم غيره قول عبدة:
ومنهم من قدم شعر الخنساء.
وقيل قول إن امرئ القيس في الماء، هو أحسن ما قيل فيه. وان وصف "أوس بن حجر" للسحاب، هو أحسن ما قيل فيه، وان أهجى بيت قالته العرب، قول الأعشى:
وأن أمدح بيت قالته العرب قول زهير:
وبيت النابغة:
ولكنك لو أطلت النظر في كتب الأدب، تراها تختلف في هذا الاختيار وفي اسم الشاعر، وسبب ذلك اختلاف أمزجة العلماء، واختلاف وجهات نظرهم في نقد الشعر.