الشهرة بالشعر - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وللعلماء كلام في أوصف الشعراء للدرع، أو
للفرس، أو للنجوم والكواكب، أو للدنيا إلى
غير ذلك من أشياء.

وقد عرفت القصائد التي يكون الشاعر فيهاً
منصفاً في شعره، بالمنصفات، والمنصفة هي
القصيدة التي يكون الشاعر فيها قد أنصف من
تحدث عنه، فإذا كان في فخر واستعلاء على
قوم، فخر بقومه، وذكر في الوقت نفسه فضائل
خصوم قومه، وشجاعتهم واستبسالهم في
معاركهم مع قومه. ومن المصنفات قصيدة
"العباس بن مرداس" السينية التي قالها في
يوم "تثليث"، حيث غزت "سُليم" مراداً، فجمع
لهم "عمرو بن معد يكرب"، فالتقوا بتثليث، س
فصبر الفريقان، ولم تظفر طائفة منهما
بالأخرى، فصنع العباس بن مرداس قصيدته
المذكورة.

وزعم علماء الشعر، ان الشعراء الجاهليين
كانوا في سرقة الشعر مثل الشعراء
الاسلاميين، فقد كان منهم من يسطو على شعر
غيره، فيدخله في شعره، وينحله نفسه، أو
يضمن شعره من معانيه، ولهم في ذلك بحوث.
وذكروا ان من الشعراء الاسلاميين من سطا
على شعر الشعراء الجاهليين، أو أخذ منه.

الشهرة بالشعر

يقول الرواة والعلماء بالشعر: من أراد
الغريب فعليه بشعر هذيل، ومن أراد النسيب
والغزل من شعر العرب الصلب، فعليه بأشعار
عُذرة والأنصار، ومن أراد طرف الشعر وما
يحتاج إلى مثله عند محاورة الناس وكلامهم
فذلك في شعر الفرسان.

وأشعر الفرسان: دريد بن الصمة، وعنترة،
وخفاف بن ندبة، والزبرقان ابن بدر، وعروة
بن الورد، ونهيكة بن إساف، وقيس بن زهير،
وصخر ابن عمرو، والسليك بن سلكة، وأنس بن
مدركة، ومالك بن نويرة، ويزيد ابن الصعق،
ويعّد من الفرسان الأشراف، ويزيد بن سنان
بن أبي حارثة.

التكسب بالشعر

يذكر أهل الأخبار أن العرب كانت لا تتكسب
بالشعر، أنفة وتعززاً، وإنما يصنع أحدهم
ما يصنع مكافأة عن يد لا تستطيع على أداء
حقها إلا بالشكر إعظاماً لها. بقوا على ذلك
دهراً، حتى نشأ النابغة الذبياني فمدح
الملوك، وقبل الصلة على الشعر، وخضع
للنعمان بن المنذر، وقد كان أشرف بني
ذبيان، وكان قادراً على الامتناع منه بمن
حوله من عشيرته، وله مال يكفيه، فسقطت
منزلته، مالاً جزيلاً حتى كان أكله وشربه
في صحاف الذهب والفضة وأونيهم من عطايا
الملوك. وذكر عنه من التكسب باشعر مع
النعمان بن المنذر ما فيه قبح من مجاعلة
الحاجب ومجاملته والتودد اليه تقرباً
وتزلفاً ليوصله إلى النعمان، ومن دس
الندماء على ذكره بين يديه، وما أشبه ذلك.
هذا، وانما امتدح ملكاً، فكيف بشاعر يمدح
من هم دون الملوك والأشراف من السوقة
وسواد الناس، طمعاً في صلة وعطاء ! وتكسب زهير بن أبي سُلمى يسيراً مع "هرم بن
سنان"، ونال "أمية ابن الصلت"عطايا "عبد
الله بن جدعان" لمدحه اياه، فلما جاء
الاعشى جعل الشعر متجاً يتجر به نحو
البلاد، وقصد حتى ملك العجم فأثابه، لعلمه
بقدر ما يقول عند العرب، وأقتداء بهم فيه،
على أن شعره لم يحسن عنده حين فسر له، بل
استخف به و استهجنه لكنه حذا حذو ملوك
العرب.

ثم إن الحطيئة أكثر من السؤال بالشعر
وانحطاط الهمة فيه، حتى مقت وذل أهله، و
استصغر شأنه، و عرف بتكسبه بشعره.

وقد عيب "من تكسب بشعره و التمس به صلات
الأشراف و القادة، وجوائز الملوك
والسادة، في قصائد السماطين". وانما
المقبول ما جاء بما لا يزري بقدر ولا
المروءة، مثل الفلتة النادرة، والمهمة
العظيمة، وعن باب التودد والتلطف
والتذكر، فأما من وجود الكفاف و البغلة
فلا وجه لسؤاله بالشعر.

ومن هنا زعم أهل الأخبار ان أشراف أهل
الجاهلية، كانوا يأنفون من قول الشعر،
وكانوا ينهون أولادهم من قوله، فلما خالف
"امرؤ القيس"، وهو شريف وابن ملك، أمر
والده من وجوب ترك الشعر، واستمر على
قوله، طرده بسببه من بيته، وأخرجه من
داره، فصار من الضلّيلين، وهو زعم عارضه
"ابن رشيق" وردّ عليه بقوله:"وقد غفل أكثر
الناس عن اليبب، وذلك انه كان خليعاً،
متهتكاً، شبب بنساء ابيه، وبدأ بهذا الشر
العظيم، و اشتغل بالخمر والزنا عن الملك
والرياسة، فكان اليه من أبيه ما كان، ليس
من جهة الشعر، ولكن من جهة الغي والبطالة،
فهذه العلة، وقد جازت كثيراً من الناس و
مرت عليهم صفحاً". فلم يكن طرد امرئ القيس
من بيت أبيه اذن بسبب قوله الشعر، و إصراره
عليه تنافي أخلاق الأشراف.

/ 456