بعض رواة الشعر - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد
ذكر إن من بين هؤلاء من كان معلما، يعلم
الصبيان بالاجرة، ويؤخذ منه العلم، وكان
شاعرا، مثل "ابو البيداء" الرباحي، وهو
اعرابي نزل البصرة، وعلم بها، و"ابو مالك
عمرو بن كركرة"، وكان يعلم في البادية
ويروق في الحضر مولى بني سعد، رواية أبي
البيداء، وكان عالما باللغة، وله رأي
طريف: "يزعم إن الاغنياء عند الله اكرم من
الفقراء"، و "ابو عرار"، وهو اعرابي من "بني
عجل"، قريب من "أبي مالك" في غزارة علم
اللغة، وكان شاعرا، وكان ممن يتصل به
"جناد" و "اسحاق بن الجصاص. ولبعضهم مؤلفات،
ذكر اسمائها "ابن النديم".

وقد أقام معظمهم
بين الحضر، في المدن المشهورة التي كانت
تبحث عن امثال هؤلاء، مثل البصرة والكوفة،
ثم بغداد، وكان اكثرهم ينظم الشعر، ومنهم
من كان كاتبا قارئا، طابت له الاقامة بين
الحضر، ووجد له الرزق بينهم، ففضل الراحة
وطلب المال على الاقامة في ارض الشح
والفقر.

بعض رواة الشعر

هناك رجال غلبت عليهم رواية الشعر،
فاشتهروا بها، مثل حماد الراوية وخلف
الاحمر. غير إن هناك رجالا، اشتغلوا
بالعربية والنحو، لا يقل جهدهم في جمع
الشعر الجاهلي عن جهد رواة الشعر ومنهم من
جمعه لتفسير كلام الله ومنهم من حفظه
للاستشهاد به في ضبط اللغة وقواعد النحو،
حتى اننا لنجد في كتب اللغة والمعاجم
وشواهد النحو، ابيت شعر وقطع لشعراء
جاهليين فات خبرها عن رواة الشعر، ولهذا
فنحن لا نستطيع فصل عمل هؤلاء عن عمل رواة
الشعر، وعدم الاشارة اليهم في اثناء
حديثنا عن العلماء الذين كان لهم فضل جمع
الشعر الجاهلي.

ومن اعرف رواة الشعر الجاهلي، عامر بن
شراحيل الشعبي، المولود سنة " 9" للهجرة
والمتوفى سنة "104" أو "105" للهجرة، و "ابو
عمرو بن العلاء" المتوفى ما بين السنة "151"
والسنة "159" للهجرة وحماد الراوية، والمفضل
الضبي، وخلف الاحمر، وابو عمرو الشيباني،
المتوفى سنة "205" أو "206"، أو "213" للهجرة،
وابو عبيدة، محمد بن السائب الكلبي
المتوفى سنة "146" لهجرة، وابنه "هشام بن
محمد بن السائب" الكلبي، وابن الاعرابي،
وابن السكيت، المتوفى سنة "144" أو "246"
للهجرة، والطوسي، المتوفى في حوالي السنة
"250" للهجرة، أو "285"، أو "286" للهجرة،
والسكري، المتوفى سنة "270" أو "275" للهجرة
والمبرد، المتوفى سنة "282"، أو "285"، أو "286"
للهجرة، وغيرهم من تجد اسمائهم في
"الفهرست" لابن النديم وفي الموارد الاخرى.
ويعد "ابو عمرو ابن العلاء بن عمار بن
العريان" من "خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو
بن تميم" المتوفى سنة "145ه"
.

من اعلم زمانه في الشعر واللغة، وقد ذكر
إن اسمه "زبان بن العلاء بن عمار" المازني.
وكان عالما بكلام العرب ولغاتها وغريبها،
وكان مشهورا في علم القراءة والحديث
واللغة والعربية. وقد أخذ الشعر من اعراب
ادركوا الجاهلية، واثنى عليه "الجاحظ"،
واطرى على علمه، فقال: "كان اعلم الناس
بامور العرب، مع صحة سماع وصدق لسان. حدثني
الاصمعي، قال: جلست إلى أبي عمرو عشر حجج ما
سمعته يحتج ببيت إسلامي. قال: وقال مرة: لقد
كثر هذا المحدث وحسن حتى لقد هممت أن آمر
فتياننا بروايته. يعني شعر جرير والفرزدق
وأشباههما. وحدثني ابو عبيدة قال: كان ابو
عمرو اعلم الناس بالغريب والعربية،
وبالقرآن والشعر، وبايام العرب وايام
الناس"، "وكانت كتبه التي كتب عن العرب
الفصحاء، قد ملأت بيتا له إلى قريب من
السقف، ثم انه تقرأ فاحرقها كلها، فلما
رجع بعد إلى عمله الاول لم يكن عنده الا ما
حفظه بقلبه. وكانت عامة اخباره عب الاعراب
قد ادركوا الجاهلية".

وقد فسر بعض المستشرقين احراق "ابو عبيدة
بن العلاء" لكتبه، على انه كان تحت تأثير
أزمة دينية تدل "على إن اوساط التدين في
العراق لا تنظر بعين الارتياح إلى التنقيب
عن بقايا الوثنية". واشار بعض منهم إلى إن
الحرق تناول ما جمعه من الشعر الجاهلي،
وانه كان في ازمة زهدية لينصرف إلى دراسة
القرآن. وهو تفسير غريب، واستنتجوه من
لفظة "تقرأ"، أي "تنسك" على ما يظهر، وليس
لهذه اللفظة صلة بالوثنية وبالشعر
الجاهلي، ولو كان الشعر الجاهلي ممقوتا،
وجمعه وحفظه مذمومبن، لما حفظه الصحابة
وترنموا واستشهدوا به، ثم إن غيره من
الزهاد مثل "ابو الاسود" الدؤلي، كان يحفظ
هذا الشعر ويستشهد به، وقد رأينا إن
الرسول، كان يسمعه ويستشهد به، ثم إن خبر
إحراق الكتب، لا يشير لا تصريحا ولا
تلميحا إلى علاقته بالشعر، ولعله خبر
موضوع، وضعه "ابو عبيدة"، لغرض ما، كأنه
كان يريد من وضعه المبالغة في عمله وفي
زهده،

/ 456