المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج4 - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج4

د. جواد علي

الجزء الرابع - الفصول 137-168

الفصل السابع والثلاثون بعد المئة
لغات العرب

قال "الطبري" في تفسيره: " كانت العرب وإن
جمع جميعها اسم انهم عرب، انهم مختلفو
الألسن بالبيان متباينو المنطق والكلام".
وأن ألسنتهم كانت كثيرة كثرة يعُجز عن
احصائها. وقد ذكر غيره مثل ذلك، ذكر أن
لغات العرب كانت متباينة، وأن بعضها كانت
بعيدة بعُداً كبيراً عن عربيتنا،
كالألسنة العربية الجنوبية ومنها
الحميرية. قال "ابن جني": "وبعد فلسنا نشك في
بعُد لغة حمير ونحوها عن لغة بن نزار"، وقال
"أبو عمرو بن العلاء": " ما لسان حمير
بلساننا ولا لغتهم بلغتنا". وذكر "ابن
فارس"، أن ولد "اسماعيل"، يريد بهم
الغسنانية "يعيرون ولد قحطان أنهم ليسوا
عرباً ويحتجون عليهم بأن لسانهم
الحميرية، وأنهم يسمون اللحية بغير اسمها
مع قول الله - جل ثناؤه - في قصة من قال: لا
تأخذ بلحيتي ولا برأسي، وأنهم يسمون،
الذئب القلوب مع قوله: وأخاف أن يأكله
الذئب... وما أشبه ذلك"،. وقد عرف ذلك الكتبة
"الكلاسيكيون" وغيرهم.

فذكر مؤلف كتاب "الطواف حول البحر
الأريتري". "Periplus mare Erythrae"، أن سكان سواحل
البحر الأحمر الذين كانوا يقيمون بين
مدينة "Leuke Kome"، وميناء "Muza" يتكلمون بلهجات
مختلفة ولغات متباينة، قلّ منهم من يفهمها
عن الثاني، وبعضها بعيد عن بعض بعداً
كبيراً. وقد عاش مؤلف هذا الكتاب في القرن
الأول للميلاد، والساحل الذي ذكوه هو ساحل
الحجاز.

وأصبح اليوم من الأمور المعروفة أن أهل
العربية الجنوبية كانوا يتكلمون بلهجات
تختلف عن لهجة القرآن الكريم، بدليل هذه
النصوص الجاهلية التي ضر عليها في تلك
الأرضين، وهي بلسان مباين لعربيتنا، حيث
تبين من دراستها وفحصها أنها كتبت بعربية
تختلف عن عربية الشعر الجاهلي، وبقواعد
تختلف عن قواعد هذه اللغة. وهي لو قرئت على
عربي من عرب هذا اليوم، حتى إن كان من
العربية الجنوبية، فإنه لن يفم منها
شيئاً، لأنها كتبت بعربية بعيدة عن عربية
هذا اليوم، وقد ماتت تلك العربية، بسبب
تغلب عربية القرآن عليها.

كما عثر في العربية الغربية وفي مواضع
أخرى من جزيرة العرب على نصوص معينية و
لحيانية وثمودية وغيرها، وهي مختلفة
بعضها عن بعض، ومختلفة أيضاً عن "العربية"
لغة القرآن الكريم.

ومع إدراك الرواة وعلماء اللغة وجود
الخلاف في ألسنة العرب، فإنهم لم يدونوا
اللهجات على أنها لهجات مستقلة ذات طابع
لغوي خاص، لها قواعد نحوية وصرفية، تختلف
اختلافاً متبايناً عن نحو و صرف عربية
القرآن الكريم، وإنما "تناقلوا من ذلك
أشياء كانت لعهد الإسلام، وأشياء أصابوها
في أشعار العرب مما صحت روايته قُبيل ذلك.
أما سواد ما كتبوه، فقد شافهوا به العرب في
بواديها وسمعوه منهم، وهو بلا ريب من بقايا
اللهجات التي كانت لعهد الجاهلية".

على انهم لم يدونوا من كل ذلك إلا كفاية
الحاجة القليلة في تصاريف الكلام أو ما
تنهض به أدلة الاختلاف بين العلماء
المتناظرين من شواهد في الغريب والنادر
وفي القواعد. أما تدوين اللهجات على إنها
أصل من أصول اللغة، وأما تسجيل قواعد صرف
ونحو تلك اللهجات، فهذا ما لم يحفل به أحد،
ولم يقدم عليه عالم فيما نعلم من أخبار
الكتب التي وصلت الينا، لأن أكبر غرضهم من
جمع اللغة وتدوينها يرجع إلى علوم القرآن
والحديث، ولغتهما اللغة الفصحى،اللغة
التي تعلو على اللغات، أما ما دونها فلغات
دونها في المنزلة والفصاحة، وألسنة شاذة
غير فصيحة، ليس من اللائق بالعالم إضاعة
وقته في البحث عنها، وفي التنقيب في قواعد
نحوها وصرفها، وهي فوق ذلك لغات بطون
وعشائر وقبائل ومواضع، ليس لها أتباع
كثيرون، وقد أقبلوا على استعمال عربية
الإسلام، وفي إحياء العربيات الأخرى
إحياء للجاهلية.

/ 456