التلميط - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ولا يمكن ان نتصور ان القصائد الجاهلية
الطويلة قد نظمت على نحو ما يرويها أهل
الاخبار، دون أجراء أي تغيير أو تحوير
عليها. فقد كان الشاعر ينفعل فينظم قصيدته
ويحفظها روايته ويذيعها بين الناس، ثم
يحدث أن تخطر له خواطر أو يسمع نقداً
موجهاً لبعض ابياتها أو توجيهاً يبديه له
بعض أصدقائه أو يسمع تنبيهاً موجهاً اليه
بوجود شيئ في قصيدته غفل عنه، فيجري بعض
التغيير عليها من تعديل أو زيادة أو
نقصان، قد يحفظ ويروي، وقد يهمل ويترك،
ولهذا فنحن لا نستطيع الإدعاء: ان نظم
القصائد كان نظماً تاماً، لم يشمله أي
تعديل أو تبديل، وان الشاعر لم يكن ينشد
قصيدته إلا بعد ان يكون قد اطمأن منها
وضبطها ضبطاً تاماً.

"ومن الشعراء من يحكم القريض ولا يحسن من
الرجز شيئاً، ففي الجاهلية منهم: زهير،
والنابغة، والأعشى. وأما من يجمعهما فأروء
القيس وله شيئ من الرجز، وطرفة وله كمثل
ذلك، ولبيد وقد أكثر".

وليس في مستطاع أحد اثبات ان البحور
المدونة في علم العروض، هي كل بحور الشعر
الجاهل وأوزانه، لم يهمل منها وزن، ولم
ينس منها بحر، لأن على من يدعي هذه الدعوى،
إثبات ان الاسلاميين الذين جاءوا بعد
الجاهليين قد أحاطوا علماً بكل الشعر
الجاهلي، وانهم أحصوه عدداً، فلم يتركوا
منه بيتاً ولا قطعة ولا قصيدة. وعلماء
الشعر ينفون ذلك ويقولون::والشعراء
المعروفون بالشعر عند عشائرهم وقبائلهم
في الجاهلية والاسلالم، أكثر من ان يحيط
بهم محيط، أو يقف من وراء عددهم واقف، ولو
انفذ عمره في التنقير عنهم، واستفرغ
مجهوده في البحث والسؤال. ولا احسب احد من
علمائنا استغرق شعر قبيلة حتى لم يفته من
تلك القبيلة شاعر الا عرفه، ولا قصيدة الا
رواها".

ويرى "غرونباوم" أن الشعر الجاهلي قد تطور:
"وتتجلى فيه معالم التطور بصورة واضحة: فمن
ذوبان اللهجات المتعددة في لغة واحدة،
تجمع فيها تراث المدارس المختلفة
واللهجات المتباينة بصورة متزايدة حتى
تحقق حوالي سنة 600، إلى زيادة القيود في
نظام العروض الفني، فإن ظفر بعض الفئات
باستنباط تعابير جديدة لم يكن أن شاعت
تدريجياً في أوساط اخرى، وأخيراً إلى
اتجاه سياق الشعر نحو الإتساع وعدد أبيات
القصيدة إلى الازدياد. إن تحليل هذا النمو
السريع نسبياً، على ضوء ما نعرفه عن
المخلفات القديمة ليحملنا على الاعتقاد
بأن وضع تأريخ معين يحدد بدء الشعر العربي
الفني أمر متعذر، ولكن الغالب على الظن ان
اوائل هذا الشعر لا تتخطى أقدم المدونات
التي بلغتنا بزمن طويل. وهذا الحكم إنما
ينطبق على الطبقة الشعرية الثالثة
والاخيرة لا غير. ولئن تعاصرت هذه الطبقات
الشعرية الثلاث معاً في الفترة الجاهلية
المذكورة، فمن البديهي أنها لم تبرز إلى
الوجود في وقت واحد".

التلميط

وهو أن يتساجل الشاعران فيصنع هذا قسيما
وهذا قسيماًً لينظر أيهما ينقطع قبل
صاحبه، وفي الحكاية أن أمرأ القيس قال
للتوأم اليشكري: إن كنت شاعراً كما تقول
فملط أنصاف ما أقول فأجزها، قال نعم.

فقال
أمرؤ القيس: أحار ترى بريقاً هب وهنا

فقال التوأم اليشكري: كنار مجوس تستعر استعارا

فقال أمرؤ القيس: أرقت له ونام أبو شريح

فقال التوأم: إذا ما قلت قد هدأ استطارا

فقال امرؤ القيس: كأن هزيمة بوراء غيثٍ

فقال التوأم: عشار وإله لاقت عشارا

فقال امرؤ القيس: فلما أن علا مكتفي أضاخ

فقال التوأم وهت أعجاز رييه فحارا فقال
امرؤ القيس فلم يترك بذات السر ظبياً

وقال التوأم: ولم يترك بجهلتها حمارا

فلما رآه امرؤ القيس قد ماتنه، ولم يكن في
ذلك الحرس من يماتنه، إلى ألا ينازع الشعر
أحداً آخر الدهر.

وذكر أن شعر التوأم في هذا التمليط، أقوى
من شعر أمرئ القيس، لأن امرأ القيس مبتدئ
ما شاء، وهو في فسحة مما اراد، والتوأم
محكوم عليه بأول البيت، مظطر في القافية
التي عليها مدراها جميعاً، ومن هنا عرف له
امرؤ القيس من حق المماتنة ما عرف. ونازع
أيضاً علقمة بن عبدة، فكان من غلبة علقمة
عليه ما كان.

/ 456