يثرب - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وروي أن "حسان" كان قد أنشده شعره:




  • لنا الجفنات الغُر يلمعن بالضحى
    ولدنا بني العنقاء وابني محـرق
    فأكرم بنا خالاً واكرم بنا ابنمـا



  • وأسيافنا يقطرن من نجدة دمـا
    فأكرم بنا خالاً واكرم بنا ابنمـا
    فأكرم بنا خالاً واكرم بنا ابنمـا



فقال له "النابغة": أنت شاعر، ولكنك أقللت
جفناتك وسيوفك، وفخرت بمن ولدت ولم تفخر
بمن ولدك.

وهو خبر مصنوع، شك فيه العلماء، "قال أبو
علي: هذا خبر مجهول لا أصل له". وقد روي عن
الآمدي قوله: "أجمعت العرب على فضل النابغة
الذبياني، وسألته أن يضرب قبة بعكاظ،
فيقضي بين الناس في أشعارهم لبصره بمعاني
الشعر، فضرب القبة وأتته وفود الشعراء من
كل أوب". ثم ذكر القصة، وروي أن الذي فَنَّد
حساناً وعاب عليه بيته، هو الخنساء. والقصة
مطعون فيها. "حكى ابن جني عن أبي علي
الفارسي، أنه طعن في صحة هذه الحكاية".
فالقصة موضوعة، وما هذا القصص المروي عن
"عكاظ"، إلا من روايات أهل الأخبار، وضعوه
مع قصصهم الموضوع عن اختيار قريش للغة،
وتخيرها أحسن الألفاظ، وتحكيمها في الشعر.

وذكر أن "عمرو بن كلثوم" كان ممن حضر سوق
عكاظ، وقد أنشد فيها قصيدته الشهيرة:




  • ألا هبي بصحنك فاصبحينا
    ولا تُبقي خمر الأندرينـا



  • ولا تُبقي خمر الأندرينـا
    ولا تُبقي خمر الأندرينـا



وهي معلقته الشهيرة، وهي قصيدة طويلة،
ذهب الكثير منها، قيل إنها كانت تزيد على
ألف بيت. وقد ذكر أن الرسول سمع الشاعر
ينشد قصيدته هذه بسوق عكاظ.

ولم نسمع ان أحداً من الشعراء حكم في
الشعر في سوق عكاظ قبل "النابغة" ولابعده.
وسوق عكاظ سوق لم تقم إلا قبيل الإسلام،
ولعل هذا التحكيم من القصص الذي أوجده أهل
الأخبار، وقد يكون "النابغة" قد نظر حقاً
في شعر "حسان"، ولكن ذلك لا يمكن أن يعد
حكومة دائمة لسوق عكاظ، اختصاصها النظر
والتحكيم في شعر الشعراء الجاهليين، واذا
كان "النابغة" حاكم سوق عكاظ حقاً، فلمَ لم
نسمع بأحكام أخرى له في حق شعر شعراء
آخرين، ما دام كان يحضرها في كل عام، وتضرب
له قبة من أدم، يجعلها مقراً له ولحكومته،
ولمن يحضر اليه من الشعراء رجاء النظر في
شعره.

وذكر ان القبائل كانت تفد إلى "عكاظ" وتبحث
عن مختلف الأشياء وتتداول أشياء قبيحة أو
محمودة، وأن الرسول حضرها، للدعوة إلى
الإسلام.

ولم نسمع بأن الشعراء كانوا يتوافدون إلى
مكة موسم الحج، لإنشاد شعرهم، على نحو ما
ذكر عن سوق عكاظ، مع أن موسم الحج من
المراسم المعهودة بالنسبة إلى قريش والى
من كان يعيش حولها من قبائل، وشرف إلقاء
الشعر في موسم الحج أسمى ولاشك من شرف
إلقائه بسوق عكاظ وفي الأسواق الأخرى، فلو
كان الشعراء كما زعم أهل الأخبار يقيمون
وزناً كبيراً لحكم قريش في أشعارهم، فلِمَ
لا نجد في أخبارهم خبراً يشير إلى تجمع
الشعراء في مكة للتباري في انشاد الشعر
وفي الحصول على شرف التقدير والتقييم من
قريش، ليتباهى الفائز بالتقدير على سائر
أقرانه الشعراء ؟ ثم لِمَ لم نسمع بأسماء
القصائد التي نالت منهم شرف التقدير
والتعظيم، خلا المعلقات السبع، التي شك في
صحة تعليقها حتى المحافظين من أمثال
المرحوم "الرافعي"!

يثرب

واذا كانت سوق عكاظ موضع تحكيم على النحو
الذي رأيناه، واذا كانت مكة، قد نظرت في
شعر شاعر، أو شاعرين، فقد كانت يثرب موضع
تقدير وتقييم للشعر كذلك. فقد ذكر أهل
الأخبار ان "النابغة قدم المدينة، فدخل
السوق، فنزل عن راحلته، ثم جثا على
ركبتيه، ثم اعتمد على عصاه ثم أنشأ يقول:




  • عرفت منازلاً بعـربـيات
    فأعلى الجزع للحي المبين



  • فأعلى الجزع للحي المبين
    فأعلى الجزع للحي المبين



حتى انتهى من شعره، قال ألا رجل ينشد ؟
فتقدم "قيس بن الخطيم"فجلس بين يديه وأنشده
قصيدته التي مطلعها: "أتعرف رسماً كاطراد
المذهب "حتى فرغ منها، ثم استمع إلى شعر
حسان. وذكر انه قال لكل واحد منهما: "أنت
أشعرالناس".

/ 456