القديم والحديث - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

والتزام القافية أو عدم التقيد بها
في الشعر، ومتى نشأت القصيدة، ثم هل كانت
لغة الشعر لغة واحدة، خاصة كما نراها في
الشعر الجاهلي المدون، أم لم تكن، وانما
كان الشعراء ينظمون بلهجاتهم من الوجهة
اللفظية والنحوية والصرفية، ولكن علماء
الشعر في الإسلام، هذّبوا تلك الأشعار حتى
جعلوها بلهحة واحدة، هي اللهجة التي وصلت
الينا، واذا كان هذا هو ما جرى، فما هي
نسبة التحوير التي أوقعها العلماء على ذلك
الشعر ؟

القديم والحديث

مشكلة القديم والحديث، وتصادم الحديث مع
القديم، وتفضيل الناس القديم على الحديث،
من المشاكل التي شغلت الإنسان منذ ظهوره
على سطح الأرض حتى اليوم. فالحديث ينافس
القديم، ليحل محله، والقديم يصر على حقه
في البقاء وفي جدارته في الخلود. والجيل
الجديد يريد أخذ القيادة من الجيل القديم،
والجيل القديم لا يريد إعطاءها لأحد إلا
إذا كان من جيله، لأنه أقدر في نظره على
إدراك الأمور، وأكثر تجارباً وخبرة وحكمة
من الأحداث جماع الجيل الجديد، مع أن كل
قديم هو محدث في زمانه بالاضافة إلى من كان
قبله، وكل جديد سييصير قديماً بالنسبة إلى
من يأتي بعده، ولسبب آخر، هو ان القديم، هو
الحاكم المتنفذ، فلا يهون عليه التنازل عن
حقه لمستجد.

وقد شغلت هذه المشكلة أذهان الجاهليين
ولا شك، كما شغلت أذهان الاسلاميين،
فشعراء العصر الأموي، كانوا يرون في شعرهم
إبداعاً لم يكن عند من سبقهم من المخضرمين
والجاهليين، غير ان الناس في أيامهم، لم
يكونوا يعطون شعرهم من التقدير ما أعطوه
للشعر القديم، كانوا
يرونه"مولداً"بالاضافة إلى شعر الجاهلية
والمخضرمين، وكان لا يعد الشعر إلا ما كان
للمتقدمين.

وكان الشعر القديم، هو الشعر الممتاز
المقدم عند علماء الشعر واللغة، فكان "أبو
عمرو بن العلاء" يقول: "لقد أحسن هذا المولد
حتى هممت أن آمر صبياننا بروايته "لكنه لم
يستشهد به، ولم يجعل الجيد الممتاز من
الشعر المولد في منزلة الشعر القديم، لسبب
واحد هو قدم الشعر الجاهلي. "قال الأصمعي:
جلست اليه ثماني حجج فما سمعته يحتج ببيت
إسلامي، وسئل عن المولدين، فقال: ما كان من
حَسَن فقد سبقوا اليه، وما كان من قبيح فهو
من عندهم، ليس النمط واحداً، ترى قطعة
ديباج، وقطعة مسيح، وقطعة نطع. هذا مذهب
أبي عمرو وأصحابه: الأصمعي، وابن
الأعرابي، أعني أن كل واحد منهم يذهب في
أهل عصره هذا المذهب، ويقدم مَنٌ قبلهم،
وليس ذلك الشيء إلا لحاجتهم إلى الشاهد،
وقلة ثقتهم بما يأتي به المولدون، ثم صارت
لجاجة".

وقد رجعَ "الجاحظ" سبب هذا الركض وراء
الشعر الجاهلي إلى لجاجة علماء اللغة في
البحث عن كل شعر يستفاد منه في الشواهد، إذ
يقول: "ولم أرَ غاية النحويين إلا كل شعر
فيه إعراب، ولم أرَ غاية رواة الأشعار إلا
كل شعر فيه غريب أو معنى صعب يحتاج إلى
الاستخراج، ولم أرَ غاية رواة الأخبار إلا
كل شعر فيه الشاهد والمثل". ويقول: "طلبت علم
الشعر عند الأصمعي، فوجدته لا يعرف إلا
غريبه، "الألفاظ والمعاني العربية"، فسألت
الأخفش، فلم يعرف إلا إعرابه، فسألت أبا
عبيدة فرأيته لا ينفذ إلا فيما اتصل
بالأخبار ؛ ولم أظفر بما أردت إلا عند
أدباء الكتاب، كالحسن بن وهب وغيره".

لقد كان القدم، هو المقياس الأول في تقدير
الشعر في ذلك الحين. فالشعر القديم محبوب
مطلوب، مقدم على الحديث، مهما كان في
الشعر الحديث من إبداع في المعنى وفي
القالب. قال عبد الله التميمي. "كنا عند ابن
الأعرابي، فأنشده رجل شعراً لأبي نواس
أحسن فيه فسكت. فقال له الرجل: أما هذا من
أحسن الشعر ؟ قال: فقال: بلى، ولكن القديم
أحب الي".

وقد بلغ من تعظيم بعضهم للقديم، انهم
كانوا يرون المعاني على مقادير أصحابها من
الشعراء، فالمعنى الذي يكون لامرئ القيس
يكون كامرئ القيس في اعتباره وإجلاله
وتحاميه أن يتلقى بالرد والمواجهة، ولذا
فشا الغلط بينهم في تفسير الشعر وأخذ منه
التصحيف كل مأخذ.

فالقدم وحاجة العلماء إلى الشعر القديم
للاستشهاد به، والبحث عن الغريب، كانت
كلها من العوامل أعطت للشعر القديم منزلة
لم ينلها شعر المعاصرين، فأغاظ ذلك
الشعراء المحدثين، وجعلهم يحنقون على
علماء اللغة، ويسخرون منهم ومن عروضهم
ونحوهم، ولم يخفف من غلواء هؤلاء العلماء
إلا تغير الزمن، وبروز الأدباء الذين
نظروا إلى الأدب نظرة أخرى، نظرة تقدر
"الجيد" من الشعر من غير نظر إلى زمانه أو
قائله.

/ 456