افصح العرب - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"وهم قارئون
عليك، فإذا رطنوا، فقل: ترجموا". وربما كان
منهم من لا يفقه عربية المسلمين، الناطقين
بعربية "ال"، فكان يترجم لهم بعض من لهم علم
وفقه بالعربيات الجنوبية وبعربية القرآن.

وبدليل ثانٍ، هو أن المسلمين لما حاصروا
القصر الأبيض من قصور الحيرة، سمعوا أهل
القصر، يصرخون: "عليكم الخزازيف" ج "فقال
ضرار: تنحوا لا ينالكم الرمي، حتى ننظر في
الذي هتفوا به، فلم يلبث أن امتلا رأسُ
القصر من رجال متعلقي المخالي، يرمون
المسلمين بالخزازيف - وهي المداحي من
الخزف"، فلم يفهم المسلمون معنى "الخزازيف"
في بادىء الأمر لكنهم عرفوا أنهم يعنون
شيئاً له صلة بالدفاع عن القصر، ثم عرفوه،
بعد نزول سيل من "الخزف" عليهم. وكان أهل
"الحيرة" ينطقون بالعربية، فلما قال خالد
بن الوليد" لأصحاب عدي بن العيادي: "ويحكم !
ما أنتم ! أعرب ؟
فماتنقمون من العرب اوعجم ؟ فما تنقمون من
الانصاف والعدل فقال له عدي: بل عرب عاربة
وأخرى متعربة، قال: لو كنتم كما تقولون لم
تحادونا وتكرهوا أمرنا، فقال له عدي:
ليدلك على ما نقول أنه ليس لنا لسان الا
بالعربية، فقال: صدقت"، وقد كانت لهم مدلرس
تدرس العربية، كما تحدثت عن ذلك في موضع
آخر، ومنهم أخذ أهل مكة كتابتهم، كما يذكر
ذلك أهل الأخبار. فنحن نجد أن العرب كانوا
يتكلمون على مقتضى سجيتهم التي فطروا
عليها، ومع ذلك فقد كانوا يتفاهمون
ويدركون المعاني، ولو كانوا من قبائل
متباعدة، ومن اماكن متنائيهَ. "قال ابن
هشام في شرح الشواهد: كانت العرب ينشد
بعضهم شعر بعض، وكل يتكلم على مقتضى سجيته
التي فطر عليها، ومن ههنا كثرت الرواياته
في بعض الأبيات".

ولما حاصر "خالد ابن الوليد" الأنبار،
"تصايح عرب الأنبار يومئذ من السور،
وقالوا: صبح الأنبارشر". ولما اطمأن
بالأنبار "وأمن أهل الأنبار وظهروا، رآهم
يكتبون بالعريية ويتعلمونها، فسئلهم: ما
أنتم ؟ فقالوا: قوم من العرب. نزلنا إلى قوم
من العرب قبلنا". فاهل الأنبار مثل أهل
الحيرة عرب، كانوا يتكلمون العربيه، وهي
عربية فهمها خالدُ ومن كان معه من رجال
قبائل ولو كانت عربيتهم عربية قريش، لما
سكتوا من النص عليها،لما في ذلك من تقرب
إلى قريش. قال الأزهري: "وجعل الله، عز- وجل
القرآن المنزل على النبي المرسل محمد، صلى
الله عليه وسلم، عريياً، لأنه نسبه إلى
العرب الذين أنزله بلسانهم، وهم النبي
والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم
لغة العرب، في باديتها وقراها العربية،
وجعل النبي، صلى الله عليه وسلم عربياً،
لأنه من صريح العرب، ولو أن قوماً من
الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا
القرى العربية وغيرها، وتناموا معهم
فيها، سموا عرباً ولم يسموَا أعرابا".

"والعربية هي هذه اللغة". "والعرب هذا
الجيل" أما أو سألتنىِ رأيي في هذه الخطب
التي دوّ نها أهل السير والتواريخ
والأخبار للوفود التي وفدت على الرسول
لمبايعته، أو عن حديث الصحابة معه قبل
الهجرة أو بعدها، فأقول لك بكل صراحة، إن
هذه النصوص:.نصوص كلام الرسول مع الصحابة،
ونصوص كلام الصحابة معه، هي نصوص وردت
الينا بأفواه الرواة، كلامها كلامهم،
وعباراتها عباراتهم، أما المعاني، اي
المضامين، فهي التي أخذت بالرواية، وفي
بعضها زيادات أو نقصان، ظهرت بسبب طبيعة
الاعتماد على الذاكرة لا الكتابة
والتدوين. فنحن اذن أمام نصوص، لا يمكن، أن
نقول انها أصيلة، لأنها لم تؤخذ من محاضر
جلسات، ولا من كتاّب كانوا يكتبون كل ما
كان يقع ويحدث، وينقلون الكلام نقلاً
أميناً صادقاً، كما ينقل الشريط المسجل
للاصوات، أصوات المتكلمين، وانما رويت
بعد الحادث بأمد، قد يكون قصيراً وقد يكون
طويلاً، وبعضها أحاديث شخصية، ليست
مهمهَ، وقد تكون من الموضوعات، ولا غرابة
في ذلك فكتب التراجم والحديث والسير،
مليئة بتكذيب كثير من هذه الأمور، التي
افتعلت، إما من الرواة أنفسهم، وإما من
آلهم، وإما عصبية، أو عن مذهب وعقيدة.

افصح العرب

وموضوع أفصح العرب موضوع لا أرى انه قد
كان لأهل الجاهلية علم به، إذ كان لكل قوم
منهم لسان يتعزون به ويتعصبون له، يرون
انه لسانهم العزيز. ولا يكون فصاحة إلا إذا
كان هنالك لسان أدب رفيع، يكونه رجال الأدب
من ناثرين وشعراء، يكون لساناً مقرراً
محترماً يتبعه الجميع، تعقده وحدة شاملة
وشعور بوجود أواصر دم وتأريخ واحد وثقافة
واحدة، وقلم يكتب به، فإذا اجتمعت كل هذه
وامثالها وأضيفت إليها وجود حكومة كييرة
تتخذ ذلك اللسان لساناً عاماً لها، ثم
تقوم بتشجيع الأدباء والعلماء وتحسن
اليهم،

/ 456