معربات من أصل سرياني في الغالب، يظهر أنه
أخذها من المنابع النصرانية التي قيل إنه
وقف عليها. فقد ذكر أنه كان قد قرأ كتب أهل
الكتاب، ووقف على أخبارهم وعقائدهم، وإن
اتصاله بهم أثر في رأيه الذي كونه لنفسه في
الأديان. وأرى أن من اللازم توجيه العناية
لدراسة ما تبقى من شعره للوقوف على أصوله،
وعلى درجة تأثره بالتيارات الفكرية
والآراء الدينية لأهل الكتاب، وعلى
الألفاظ المعربة عن السريانية أو غيرها
التي ترد في شعر هذا الشاعر، و ذلك بعد
التأكد من صحة الشعر. ومن المعربات
الواردة في شعر "أمية" لفظة "تلاميذ" جمع
تلميذ، و ذلك في هذا الشعر المنسوب إليه:
والأرض معقلنا وكانت أمّنـا
وكا تلاميذعلى قذفـاتـهـا
حُبسوا قياماً فالفرائص ترعد
فيها مقامتنا وفيهـا نـولـد
حُبسوا قياماً فالفرائص ترعد
حُبسوا قياماً فالفرائص ترعد
صاغ السماء فلم يخفض مواضعها
لا كشفت مرة عتا ولا بليت
فيها تلاميذ في أقفائهم دغم
لم ينتقص علمه جهـل ولاهـرم
فيها تلاميذ في أقفائهم دغم
فيها تلاميذ في أقفائهم دغم
أيضاً، بمعنى متلمذ، وأن لفظة "التلاميذ"
قد ترخم في الشعر على "تلام"، كما جاء في
شعر "الطرماح"،و "غيلان بن سلمة" الثقفي،
وهو من الشعراء المخضرمين. ووردت لفظة
"التلاميذ" في شعر لبيد، في هذا البيت:
فالماء يجلو متونهن كما
جلو التلاميذ لؤلؤ اًقشبا
جلو التلاميذ لؤلؤ اًقشبا
جلو التلاميذ لؤلؤ اًقشبا
الصاغة، وهي فارسية.
معرفة المعرب
قال علماء العربية تعرف عجمهّ الاسمبوجوه:
1- النقل بأن ينقل ذلك أحد أئمة
العربية.2- خروجه عن أوزان الأسماء إلعربية نحو
إبريسم، فإن مثل هذا الوزن مفقود في أبنية
الأسماء في اللسان العربي.3- أن يكون أوله نون ثم راء نحو نرجس، فإن
ذلك لا يكون في كلمة عربية.4- أن يكون آخره زاي بعد الدال، نحو مهندز،
فإن ذلك لا يكون في كلمة عربية.5- أن يجتمع فيه الصاد والجيم، نحو
الصولجان والجص.6- أن يجتمع فيه الجيم والقاف نحو
النجنيق،والجردقة، والجرموق، والجوسق، و
ا لجلاهق، و جلنبق.7- أن يكون خماسياً أو رباعباً عارياً عن
حروف الذلاقة، وهي: الباء، والراء،
والفاء، واللام، والميم، والنون، فإنه
متى كان عربياً، فلا بد أن يكون فيه شيء
منها. نحو سفرجل، وقِرطعب، وجحمرش.هذا وقد تتبع بعض علماء العربية كلام
العرب، فوجدوا بعض حالات إذا اجتمعت فيها
حروف معينة دلت على أصل أعجمي، من ذلك
قولهم:
1- الجيم والتاء لا تجتمعان في كلمة
من غير حرف ذي لقيّ، ولهذا ليس الجبت من
صميم العربية.2- الجيم والطاء لا تجتمعان في كلمة
عربية،.ولهذا كان الطاجن والطيجن مولدين،
لأن ذلك لا يكون في كلامهم الأصلي.3- لا تجتمع الصاد والطاء في كلمة من
لغتهم، أما الصراط، فصاده من السين.4- ندر اجتماع الراء مع اللام إلا في ألفاظ
محصورة: كور ل ونحوه.5- قال "البطليوسي": لا يوجد في كلام العرب
دال بعدها ذال الا قليل، ولذلك أبى
البصريون أن يقولوا بغداذ.6- ليس في كلام العرب شين بعد لام في كلمة
عربية محضمة، الشينات كلها في كلام العرب
قبل اللامات.
اقسام الأسماء الأعجمية
"قال أبو حيان في الارتشاف: الأسماءالأعجمية على ثلاثة أقسام: قسم غيرته
العربُ،وألحقته بكلامها فحكم أبنيته في
اعتبار الأصل والزائد والوزن حكم أبنية
الأسماء العربية الوضع، نحو درهم وبهرج.
وقسم غيرته ولم تلحقه باًبنية كلامها، فلا
يعتبر فيه ما يعتبر في القسم للذي قبله،
نحو آجر وسفسير.وقسم تركوه غير مغير، فما
لم يلحقوه بأينية كلامهم لم يعد منها، وما
ألحقوه بها عد منها مثال الأول خراسان، لا
يثبت به فُعالان، ومئال الثاني: خُرم ألحق
بسلُّم، وكُركُم ألحق بقُمقُم.