خبر شعراء الجاهلية - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم
ان علماء الشعر أنفسهم يعترفون في كتبهم
ودفاترهم، انهم لم يدونوا من أسماء
الشعراء الا من اشتهر أمره و عرف بغزارة
شعره، أما من كان دون هؤلاء، فأنهم لم
يتحرشوا بهم، اذ لو تعرضوا بهم لاحتاجوا
إلى تدوين كتب ضخمة في الشعر و الشعراء.
اضف إلى ذلك موت ذكر كثير من الشعراء، بسبب
عدم وجود التدوين قبل أيام التدوين و عجز
الذاكرة عن المحافظة على أسماء الشعراء و
على شعرهم إلى أمد طويل. ثم ان الشعر سليقة
عند العرب، وبديهة، وقلما نقرأ اسم رجل من
أهل الجاهلية، الا وقد نسب له أهل الأخبار
البيت أو البيتين، أو أكثر من ذلك من
الشعر.

ونحن لا نذكر هنا من الشعراء الا من نبه
منهم، وترك أثراً في الأدب العربي إلى
يومنا هذا.

وقد جرت العادة بأن يدرس الشعر الجاهلي
على أسلوب الجادة القديمة، بالاعتماد على
الروايات المدّونة عنه في الموارد
الاسلامية القديمة، وهي روايات لاقت
رواجاً كبيراً بين المعنيين في الشعر
الجاهلي، حتى صارت في درجة القضايا
البديهية المسلم بصحتها، مع أنها في
الواقع أخبار آحاد، وردت في كتب اسلامية
قديمة نقلها عنها المؤلفون المتأخرون عن
المؤلفين القدماء. مع أن الصحيح هو في وجوب
درس الشعر الجاهلي، على ضوء شعر المخضرمين
والشعراء الاسلاميين الذين عاشوا في صدر
الإسلام، وعلى ضوء الدراسات المعروفة عن
الشعر عند الساميين، مثل شعر السريان الذي
يأخذ أيضاً بالوزن والقافية وله مصطلحات
قديمة في الشعر تعود إلى ما قبل الإسلام،
ثم الشعر العبراني والشعر البابلي وشعر
بقية الساميين.

وفي دراسة شعر القبائل الحاضرة المنزوية
في جزيرة العرب، فائدة كبيرة في تشخيص
الشعر الجاهلي، لأنها-ولا سيما القبائل
القابعة في العربية الجنوبية- لا زالت
تنظم الشعر متاثرة بالقوالب القديمة
وببحور جاهلية لم يحفل بها "الخليل" أو أنه
لم يقف عليها، ففات أمرها على العلماء،
وعدت من الشعر العامي المبتذل. الذي لا
يليق بالعالم المتزن أن يحفل به. وقد
تفيدنا دراسة شعر القبائل العربية ن
الناطقة بلهجات بعيدة عن عربيتنا بعض
البعد، فائدة كبيرة في الحكم على طبيعة
ونوع الشعر عند العرب الجنوبيين قبل
الإسلام، فألسنة هذه القبائل هي من وحي
الألسنة العربية الجنوبية الجاهلية، و
نظم الشعر بها بأسلوب خاص وببحور متميزة،
هو دليل قاطع على وجود الشعر عند العرب
الجنوبيين، وهو شعر لا نعرف اليوم من أمره
أي شئ، لعدم وصول نماذج مدّونة منه الينا
حتى الآن، ولعدم اهتمام العلماء القدامى
به، لاختلافه عن عربية القرآن الكريم، وفي
الشعر اليماني القديم الذي نجد نماذج منه
في المؤلفات اليمانية، مثل مؤلفات
"الهمداني"، فائدة في تشخيص الشعر اليماني
الجاهلي، وان كان هذا الشعر قد صيغ وفقاً
للشعر العربي القرآني، بفعل دخول أهل
العربية الجنوبية في الإسلام، و أخذهم
بلغة القرآن الكريم. و لا استبعد احتمال
ترك علماء الشعر و اللغة كثيراً من الشعر
الجاهلي، لأنه شعر لم ينظم وفق عربية
القرآن الكريم أو وفق البحور "الكلاسيكية"
المعروفة التي اعتبرت الصور الرغفيعة
لبحور الشعر العربي الصحيح، نبذوه لأنه
كان في أعينهم من الشعر العامي المبتذل
الذي لا يليق بالعالم المدقق توجيه عنايته
اليه، على نحو ما فعلوه بالنسبة إلى
اللهجات العربية الأخرى التي كانت تختلف
عن العربية المألوفة التي أخذوها من أفواه
القبائل التي اعتبروا لسانها هو اللسان
العربي الفصيح، و أما ما سواها فألسنة
رديئة لا يؤخذ بها و لا يحتج بما ورد فيها
من نثر أو نظم.

خبر شعراء الجاهلية

وقد حصلنا على أسماء الجاهلية من الموارد
الاسلامية، فقد ذكرت ان النصوص الجاهلية
لم تتعرض لأمر الشعر الجاهلي ولا للشعراء
الجاهليين. ونجد أسماء هؤلاء الشعراء في
مختلف الموارد، في كتب الأدب و في ضمنها
دواوين الشعر، و في كتب النثر الباحثة عن
الشعر، وفي كتب التفسير والحديث واللغة
والمعاجم، بل وفي الشعر الجاهلي كذلك، اذ
ذكر بعض أسماء الشعراء. ونجد في شعر بعض
الشعراء الذين ظهروا في العصر الاموي
أسماء جاهليين، فنجد في شعر للفرزدق أسماء
شعراء جاهليين، اذ يقول:

/ 456