القراءات السبع - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"قال الأزهري: وجعل الله، عز وجل،
القرآن المنزل على ألنبي المرسل محمد، صلى
الله عليه وسلم، عربياً، لأنه نسبه إلى
العرب الذين انزله بلسانهم، وهم النبي
والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم
لغة العرب، في باديتها وقراها، العربية،
وجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، عربياً
لأنه من صريح العرب". وقال "ابن خلدون": "أن
القرآن نزل بلغة العرب، وعلى اساليب
بلاغتهم، فكانوا كلهم يفهمونه، ويعلمون
معانيه في مفرداته وتراكيبه".. وقال
"الطبري" في تفسيره للاية: انا أنزلناه
قرآناً عربياً لعلكم تعقلون، "يقول تعالى
ذكره: انا أنزلنا هذا الكتاب المبين
قرآناً عربياً على العرب، لأن لسانهم
وكلامهم عربي، فأنزلنا هذا الكتاب
بلسانهم ليعقلوه ويفقهوا منه. وذلك قوله
عز وجل لعلكم تعقلون.

"قال ابن أبي داود في المصاحف: حدثنا
العباس بن الوليد، حدثنا ابي، حدثنا سعيد
بن عبد العزيز: أن عربية القرآن أقيمت على
لسان سعيد بن العاص، لأنه كان اشبههم لهجة
برسول الله صلى الله عليه وسلم"، ولهذا
ندبه عثمان فيمن ندب لكتابة القرآن. ونعت
انه كان أحد أشراف قريش ممن جمع السخاء
والفصاحة" وفي هذه الامارة دلالة على أن
لهجة الرسول، لم تكن لهجة عامة قريش،
وإنما كانت بالعربية التي نزل بها القرآن،
ولهذا نص على أن لهجة "سعيد" كانت مشابهة
للهجة الرسول، وكان من أفصح رجال قريش،
ولو كانت عربية القرآن عربية قريش، لما
كان هنالك معنى لقولهم: إن عربية القرآن
اقيمت على لسان سعيد، لأنه كان أشبهبم
لهجة برسول الله، إذ لو كانت عربية القرآن
عربية قريش، لنص عليها، ثم لكان في وسع أي
رجل كاتب من قريش، تدوينه، لفصاحة قريش،
ولكن سعيدا كان من فصحاء قريش، لأنه كان
يتكلم بعربية فصيحة، هي العربية التي نزل
بها القرآن، والتي عرف فصحاء قريش
فصاحتها، فاعرفوا لذلك بنزوله بافصح لغة
وأبين بيان.

وقد ذهب "نولدكه" إلى أن القول بنزول
القرآن بلسان قريش، إنما ظهر في العصر
الأموي، لاظهار عصبيته منها على الأنصار،
ونظراً لكون القرآن كتاب الله فلادعاء
نزوله بلغة قريش أهمية كبيرة بالنسبة لهم،
ولتأييد سياستهم المناهضة للأنصار
والقحطانيين.

ويلفت حديث: "أنزل القرآن على سبعة أحرف"
النظر إليه لاحقاً، فقد حصر القراءات في
"سبعة أحرف". والأحرف الألسنة، مع أن
العلماء يذكرون أن في القرآن من كل لغة،
وأن فيه خمسين لغة. فإذا كان فيه هذا العدد
أو نحوه، فما بال هذا الحديث يحصرها في
سبعة فقط لا تزيد ولا تنقص وهي أحرف ثبتها
العلماء ونصوا على أسمائها نصاً. هل أخذوا
هذا الحديث من "السبع المثاني" في القرآن.
الكريم، من قوله: ولقد آتيناك سبعاً من
المثاني والقرآن العظيم. أو أخذوه من عدد
سبعة الذي يرد في مواضع عديدة من القرآن
الكريم ؟ مثل سبع سماوات، وسبع سنابل، وسبع
سنبلات، وسبع بقرات، وسبع سنين، وسبع
شداد، والسماوات السبع، وسبع لبيال،
وسبعاً شداداً، وسبعة أبواب، وسبعة أبحر،
والعدد سبعة هو عد الأيام التي أتم الله
فيها الخلق كله، وعدد أيام الاسبوع، ونحو
ذلك. والعدد سبعة عدد لعب دوراً خطيراً عند
الشعوب القديمة، فالأرض سبع طبقات،
والسموات سبع طباق، وأنغام الموسيقى
سبعة، والعدد سبعة عدد مقدس، لعب دوراً في
الرياضيات القديمة وفي نظريات "فيثاغورس"،
وعيون الشعر الجاهلي هي سبعة، هي القصائد
السبع الطوال، أو المعلقات السبع، فهل
اقتصر الحديث على هذا العدد لسبب من هذه
الأسباب أو ما شابها من أسباب ؟.

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن العدد سبعة لا
يمثل، حقيقة العدد، بل المراد التيسير
والتسهيل والسعة. ولفظ "السبعة" يطلق على
إرادة الكثرة في الاحاد، كما يطلق السبعون
في العشرات والسبعمائة في المئتين، ولا
يراد العدد المعين. ويرده ما في كتب الحديث
والأخبار من النص على العدد سبعة بصورة لا
تقبل الشك في أن المراد منه ضيق العدد
وانحصاره، ثم تعيين هذه الكتب اللهجات
السبع بالأسماء، وقد ألف "الصعفدي" كتاباً
في عدد السبعة، سماه "عين النبع على طرد
السبع" قال فيه إن السبعة جمعت العدد كله،
وهذا العدد يمثل الكمال، فأنا لا استبعد
ان يكون هذا الحديث قد جاء من هذه الفكرة.

القراءات السبع

ومن الأحرف السبعة ظهرت نظرية القراءات
السبع، القراءات المعتبرة المعتمدة عند
القراء، وهي ترجع إلى أئمة ارتبطت
القراءات بأسمائهم، وعليها يقتصر في
القراءات وهي نتيجة تطور سابق لقرّاء
سبقوا هؤلاء الأئمة الذين اعتمد عليهم في
القراءات، وعلى قراءاتهم يقرأ من يستحق
لقب "مقرئ" أو "قارئ"، وإن كَانت هنالك
روايات تزيد بعض الزيادات على هذه
المقراءات.

/ 456