أحاديث الفها شوكر واخرى مؤلفة لابن دأب - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد اتهم الكوفيون بأنهم كانوا اكثر
الناس وضعاً للاشعار التي يستشهد بها
"لضعيف مذاهبهم وتعلقهم على الشواذ
واعتبارهم منها اصولاً يقاس عليها". "واول
من سن لهم هذه الطريقة شيخهم الكسائي، قال
ابن درستويه: كان يسمع الشاذ الذي لا يجوز
الا في الضرورة فيجعله اصلاً ويقيس عليه،
فأفسد النحو بذلك". وقال "قال الاندلسي في
شرح المفصل: والكزفيون لو سمعوا بيتاً
واحداً في جواز شئ مخالف لاصول جعلوه
اصلاً وبوبوا عليه، بخلاف البصريين".

واتهموا انهم كانوا يصنعون الشاهد من
الشعر فيما لا يصيبون له شاهداً إذا كانت
العرب على خلافهم، ولذلك تجد في شواهدهم
من الشعر ما لا يعرف قائله، بل ربما
استشهدوا بشطر بيت لا يعرف شطره الاخر،
وربما اخذوا من العرب المتحضرة، "ومن اجل
هذا ومثاله كان البصريون يغتمزون على
الكموفيون فيقولون: نحن نأخذ اللغة عن
حرشة الضباب واكلة اليرابيع وانتم
تأخذونها عن اكلة الشواريز والكوامخ. ومن
الاعراب الذين اخذ "الفراء"، عالم الكوفة
بعد الكسائي عنهم اللغة، "ابي الجراح"، و
"ابي مروان"، واهل ىالبصرة يمتنعون عن
الاخذ عن امثال هؤلاء الاعراب، ولا يرون
في قولهم حجة. "قال ابو حاتم: إذا فسرت حروف
القرآن المختلف فيها، وحطيت عن العرب
شيئاً، فأنما احكية عن الثقات منهم، مثل
ابي زيد، والاصمعي، وابي عبيدة ويونس
وثقات من فصحاء الاعراب وحملة العم، ولا
التفت إلى رواية الكسائي، والاحمر
والاموي، والفراء، ونحوهم".

واتهموا بأنهم كانوا يكثرون من الشعر،
يقولونه على السنة الشعراء، قال "ابن سلام"
في اثناء حديثه عن "الاسود بن يعفر" الشاعر
الجاهلي: "وذكر بعض اصحابنا انه سمع المفضل
يقول: له ثلاثون ومائة قصيدة، ونحن لا نعرف
له في ذلك ولا قريباً منه. وقد علمت ان اهل
الكوفة يروون له اكثر مما نروي، ويتجوزون
في ذلك اكثر من تجوزنا". وكان الاسود، يكثر
التنقل في العرب يجاورهم، فيذم ويحمد. وله
في ذلك اشعار. له قصيدة جيدة، طويلة رائعة
تعد من اول الشعر، وهي:




  • نام الخلي فما احس رقادي
    والهم محتضر لدي وسادي



  • والهم محتضر لدي وسادي
    والهم محتضر لدي وسادي



ونسمع قصصاً عن تغليظ علماء البصرة
والكوفة بعضهم البعض، فنجد خلفاً الاحمر،
وهو شيخ البصرة في الشعر، يذكر انه اخذ على
"المفضل" الضبي في يوم واحد تصحيف ثلاث
ابيات. ونجد "الاصمعي"، وهو من علماء
البصرة كذلك، يحمل على الضبي في الشعر،
ويرميه بعدم الفهم. ونجد قصصاً روي عن
علماء مشاهير مثل "ثعلب" وغيره، يحمل فيه
اولئك العلماء بعضهم البعض، وينتقص بعضهم
على البعض الاخر.

ونحن إذا اردنا الوقوف موقفاً علمياً،
فلا نستطيع الا ان نقول اننا لا نستطيع
تبرئة اهل الكوفة من الصنعة والوضع، كما
لانستطيع تبرئة اهل البصرة منهما، لان في
كل مدينة من الدينتين منافسات بين
العلماء، وتزاحم على الرياسة، وحسد، يدفع
الإنسان على الوضع والصنعة والاخذ بالخبر
مهما كان شأنه لافحام الخصوم، والتغلب
عليهم. فأذا كان "حماد" عالم الكوفة في
الشعر من الوضاعيين، وكان يصحف ويكذب
ويلحن ويكسر، فقد كان "خلف الاحمر"، وهو
عالم البصرة، مثله في الصنعةو والوضع
والكذب. وكان "شوكر" وهو من اهل البصرة، ومن
رجال المائة الثانية، ممن يضع الاخبار
والاشعار، وفيه يقول خلف الاحمر .

أحاديث الفها شوكر واخرى مؤلفة لابن دأب

وقد نقح علماء الشعر من المدرستين
والمدارس الاخرى ما اخذوه من الشعر
الجاهلي، واجروا على ما لا يتفق منه
والقواعد التي ثبتوها للنحو والعروض
تهذيباً وتشذيبلاً، وعابوا منه اموراً
مثل الاقواء والزحاف، واختلا الوزن، وما
شاكل ذلك. وقد تحدث عن ذلك "المعري" في
رسالة الغفران، وهو شاعر ومن نقدة الشعر،
في احاديثه التي وضعها على السنة الشعراء
في الجنة أو في النار، وفي اسئلته التي
وجهها اليهم، أو وجهها غيره اليهم، كما في
استفساره من "امرئ القيس" عن رواة اهل
بغداد في انشادهم ابياتاً من قصيدته: "قفا
نبك بزيادة الواو في أولها، فوضع الجواب
على لسانه، بقوله: "ابعد الله اولئك! لقد
اساءوا الرواية. واذا فعلوا ذلك فأي فرق
يقع بين النظم والنثر؟ وانما ذلك شيئ فعله
من لا غريزة له في معرفة وزن القريض، فظنه
المتأخرون اصلاً في المنظوم، وهيهاتّ" ثم
يقول:
"لو شرحت لك ما قال النحويون في ذلك
لعجبت".

/ 456