سوق عكاظ - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وذكر أن "النشيد" هو الشعر
المتناشد بين القوم ينشد بعضهم بعضاً،
ومنه نشد الشعر وأنشده، إذا رفعه. وأنشد
بهم، هجاهم. "وفي الخبر أن السلّيطين قالوا
لغسان: هذا جرير ينشد بنا، أي يهجونا". و لا
يخلو الانشاد من الترنم على اللحن الذي
يتسمح به بالطبع، ومن مدّ الصوت، ليكون
للشعر وقع على نفوس سامعيه، وتأثير جميل
على المنصتين له.

وذكر ان الشعراء كانوا لا ينشدون إلا
قياماً، وقد يعلو أحدهم موضعاً مشرفاً، أو
يركب ناقته، ليدل على نفسه، ويعلم انه
المتكلم دون غيره، وكذلك كان يفعل الخطيب.
وقد استدل بعض المستشرقين من هذا الوصف
على أن الشعراء انما أخذوا تقليدهم هذا من
السحرة: الشعراء الأوائل ومن الكهنة، لأن
السحرة والكهنة كانوا ينظمون الشعر
وينشدونه على هيأة خاصة، يلبسون فيها
أردية خاصة ويقفون في وضع خاص حين إنشاد
الشعر.

وذكر ان الملوك كانوا يجلسون خلف الستور
حين يستمعون إلى شاعر. فروي ان "عمرو بن
هند" كان يسمع الشعراء من وراء سبعة ستور.
وان الشاعر "الحارث بن حلزة" اليشكري لما
طلب قومه منه انشاد قصيدته أمام "عمرو بن
هند"، قال لهم: "والله إني لأكره أن آتي
الملك فيكلمني من وراء سبعة ستور، وينضح
أثري بالماء، إذا انصرفت عنه، وذلك لبرص
كان به". فلما سمع قصيدته أمر برفع الستور
ستراً ستراً، حتى صار مع الملك في مجلسه،
وأمر أن لا ينضح أثره بالماء. . " "وأمره أن
لا ينشد قصيدته إلا متوضئاً".

ولكن العادة أن الشاعر يقف أمام الملك،
الذي قد يكون جالساً على سرير، فينشده
شعره بعد أن يكون قد استأذنه بذلك. وقد
يكون في المجلس جملة شعراء، أُذن لهم
بالدخول عليه جملة واحدة، لينشدوا الملك
شعرهم وما جاءوا به من شعر في مديحه. ويكون
المجلس عامراً بأهل الحظوة من المقربين
إلى الملك ومن الشعراء الملازمين له.
وكانت مجالس ملوك الحيرة، عامرة بهذه
المناسبات، أكثر بكثير من مجالس
الغساسنة، لغلبة النزعة الأعرابية على
ملوك الحيرة وقلة تأثرهم بالحضارة، وتغلب
الحياة الحضرية على الغساسنة وتأثرهم
بالحياة اليومية لأهل الشام، وبنزعة
الروم في الحكم وفي آداب السلوك، حتى أنهم
كانوا يتلذذون في الاستماع إلى غنائهم،
ولهم قيان في قصورهم وبيوتهم يغنّين لهم
بغناء الروم.

وكان من عادة الأعراب الطواف حول قبة
الملك مع رفع الصوت بالرجز، ليسمع الملك
صوت الراجز، فإذا عرفه أو أعجبه رجزه، اذن
له بالدخول. وكان الملوك يضربون قبة على
أبوابهم، يقعد فيها الناس حتى يؤذن لهم
وقد يكون هذا الرجز مقدمة لدخول الشاعر
على الملك حتى يلقي عليه ما يكون نظمه في
مدحه وفي مدح آله من شعر.

وكان من عادة الملوك وسادات القوم
والأشراف انهم إذا سمعوا الشاعر،
واستحسنوا شعره، طربوا حتى يظهر الطرب
عليهم وأظهروا استجادتهم لشعره، وربما
شربوا إذا كانوا في مجلس الشرب، وأدنوا
الشاعر اليهم، وأسقوه من شرابهم حتى يطرب.
وقد يطلبون من الشاعر إعادة إنشاد الأبيات
المستجادة. وكان الشاعر يستأذن صاحب
المجلس أولاً ليسمح له بانشاد شعره. ولما
استأذن "النابغة" الجعدي رسول الله، أن
ينشده شعره، قال له الرسول: أجدت لا يفضض
الله فاك، أي لا يكسر أسنانك، والفم هنا
الأسنان. و لا زال الناس يرددون هذه
العبارة وعبارة: أعده أحسنت وأجدت، أو أعد
أعد، يقولونها بحماس وبصوت مرتفع
ارتفاعاً يتناسب مع حس الاستحسان إذا قال
الشاعر قولاً يستجيده العارفون بالشعر.

سوق عكاظ

ومن مرويات الأخبار، ان الشعراء
الجاهليين كانوا يفدون إلى عكاظ،
"فيتعاكظون، أي يتفاخرون و يتناشدون ما
أحدثوا من الشعر، ثم يتفرقون". وذكر ان
"النابغة" الذبياني، كان ممن يأتيها،
فتضرب له قبة حمراء من أدم، وتأتيه
الشعراء فتعرض عليه أشعارها، وكان ممن
تحاكم اليه، الأعشى، أبو بصير، فأنشده، ثم
أنشده "حسان بن ثابت"، ثم الشعراء، ثم جاءت
"الخنساء" فأنشدته، فقال لها "النابغة":
والله لولا أن أبا بصير أنشدني آنفاً لقلت
انك أشعر الجن والإنس. فقال حسان: والله
لأنا أشعر منك ومن أبيك ومن جدك. فقبض
النابغة على يده، ثم قال: يا ابن أخي، انك
لا تحسن أن تقول مثل قولي:




  • فإنك كالليل الذي هو مـدركـي وإن
    خلتُ أن المنتأى عنك واسعُ



  • خلتُ أن المنتأى عنك واسعُ
    خلتُ أن المنتأى عنك واسعُ



ثم قال للخنساء: أنشديه، فأنشدته، فقال:
والله ما رأيت ذات مثانة أشعر منك، فقالت
له الخنساء: والله ولا ذا خصيين".

/ 456