بدء الشاعر - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بدء الشاعر

يبدأ الشاعر بالشعر بعد إحساسه بوجود
ميول له إلى الشعر، تدفعه دفعاً على
الاقبال عليه، فيبدأ بحفظ الشعر المقال،
وبنظمه، ويكون هذا النظم نظماً تجريبياً
غير متقن في بادئ أمره، ويقال لهذه
المرحلة "الغرزمة". و"الغرزمة" أن يقول
الشاعر الشعر قبل أن يستحكم طبعه وتقوى
قريحته. فإذا قوي به وتمكن منه صار من
الشعراء المجيدين.

وقد كان الشاعر الجاهلي مثل الشاعر
الاسلامي، يبدأ لكي يكون شاعراً بحفظ شعر
غيره، و لا سيما شعر المشهورين من الشعراء
المتقدمين عليه، حتى يرويه رواية، وقد
يتصل بشاعر يعجبه من شعراء قبيلته أو من
غيرهم، فيلازمه ويأخذ عنه شعره، حتى يصير
رواية له، ومتى شعر هذا الراوية الحافظ
لشعر غيره، ان عوده قد استوى، وأن له
قابلية في النظم، أظهر شعره للناس، وربما
بعد أن يكون قد وجد التشجيع ممن اتصل بهم
من الشعراء ومن المتذوقة للشعر، العارفين
به، ولما كانت الشاعرية موهبة يصقلها
المران ومرور الزمن، فإن كثيراً من
الشعراء نظموا الشعر وهم صغار، و لا سيما
أولئك الذين نشأوا في بيت برز بهى شاعر، أو
في بيوت عرفت بنبوغ جماعة من أفرادها بنظم
الشعر، فهناك بيوت معرقة توارثت الشعر
أباً عن جد. وقد سبق أن ذكرت قول "رؤبة":
"الفحولة هم الرواة"، أي ان فحول الشعراء
هم الذين كانوا في بادئ أمرهم رواة شعر.

فحفظ الشعر وروايته هو مران كان لا بد منه
لتهيئة شاعر فحل. وقد وجدت هذه النظرة عند
الفرس كذلك، قال صاحب "جهار مقالة": "و لا
يبلغ الشاعر هذه المنزلة إلا أن يحفظ في
عنفوان الشباب وريق العمر عشرين ألف بيت
من أشعار المتقدمين ويجعل نصب عينه عشرة
آلاف كلمة من آثار المتأخرين ويديم
القراءة في دواوين الأئمة ويلتقط منها
ليعلم كيف تصرفوا في مضايق القول ودقائق
الكلام حتى يرتسم في طبعه صور الشعر
وطرائقه، ويتجلى له مزايا الشعر ونقائصه،
فريتقي قوله ويعلو طبعه. فإذا رسخ طبعه في
نظم الشعر، وانقاد له الكلام عمد إلى علم
الشعر وقرأ العروض ... وقرأ نقد المعاني
والألفاظ والسرقات والتراجم وأنواع هذه
العلوم على أستاذ يحذقها ليكون جديراً
بالأستاذية". وهذا الرأي الفارسي
الاسلامي، يمثل و لا شك رأي قدماء الفرس
كذلك.

ولم يكن الشاعر الجاهلي يعرف بالطبع هذه
العلوم والقيود التي عرفت وشاعت في
الإسلام، بل لم يكن للشاعر العربي
الإسلامي ليحفل بالعروض وبعلوم البيان
والبديع، لأن الشعر طبع وموهبة، وإذا لم
تكن الموهبة موجودة في إنسان، فلن يكون
هذا الشخص شاعراً موهوباً مرموقاً مهما
حفظ من ةالشعر، وبلغ من علم العروض ومن
علوم الصناعة الأخرى التي لها مساس
بالشعر. فقد برز شعراء جاهليون قالوا
شعراً وهو بعد أحداث، واشتهروا به بين
قومهم وهم بعد شباب. وطرفة الشاعر
المشهور، كان لا زال شاباً حين قتل، ومع
ذلك، نجد ترتيبه بعد امرئ القيس في ترتيب
المعلقات، وفي ترتيبه هذا دلالة على تقدير
قصيدته، واشتهار أمره بالشعر. وقد نظم
"الخليل بن أحمد" شعراً، وهو صاحب العروض،
ونظم غيره من فحول هذا العلم، ومن فحول
اللغة شعراً، لم يعد من عيون الشعر
العربي، ونظم الفقهاء شعراً عرف بين نقاد
الشعر، وأهل البصر به ب"شعر الفقهاء"
ازدراء به. بل نجد السعراء الإسلاميين
يهزأون من قواعد العروض.

ألقاب الشعراء

ويذكر أهل الأخبار ويؤكدون ان أهل
الجاهلية لقبوا شعراءهم بألقاب، مثل:
المهلهل، والمرقش، وذا القروح، والمثقب،
والمنخل، والمتنخل، والأفوه، والنابغة.
قيل عن المهلهل، انه انما سمي مهلهلاً
لهلهلة شعره، أي رقته وخفته، وقيل
لاختلافه، وقيل: بل سمي بذلك لقوله:




  • لما توقل في الكراع شريدهم
    هلهلت أثأر جابراً أو صنبلا



  • هلهلت أثأر جابراً أو صنبلا
    هلهلت أثأر جابراً أو صنبلا



وقيل لأنه كان أول من هلهل الشعر وأرقه
وألان ألفاظه.

وذكر ان "المرقش" الأكبر، انما عرف بذلك،
بقوله:




  • الدار قفر والرسوم كمـا
    رقش في ظهر الأديم قلم



  • رقش في ظهر الأديم قلم
    رقش في ظهر الأديم قلم



أو لأنه كان قد عني بتنميق شعره ورقشه.

/ 456