نقد الشعر - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد كان "بشار بن برد" حذرا حين سئل: اخبرنا
عن اجود بيت قالته العرب ؟ فقال: ان تفضيل
بيت واحد على الشعر كله لشديد، ولكن قد
احسن كل الاحسان لبيد في قوله:




  • واكذب النفس إذا حـدثـتـهـا ان
    واذا رمت رحيلا فـارتـحـل
    واعصي من يامر توصيم الكسل



  • صدق النفس يزري بالامـل
    واعصي من يامر توصيم الكسل
    واعصي من يامر توصيم الكسل



وقد ذهب علماء الشعر إلى ان اشعر اهل
المدر، اهل يثرب، ثم عبد القيس ثم ثقيف،
وان اشعر ثقيف "امية بن ابي صلت". اما اشعر
اهل يثرب، فهو حسان بن ثابت في نظر كثير من
رواة الشعر. وورد في بعض الاخبار انه اشعر
اهل المدر.

نقد الشعر

وذكر ان الشعراء الجاهليين، كانوا
يراجعون شعر بعضهم بعضا، وينقدونه لما كان
بينهم من تسابق على نيل الشهرة والاسم، أو
لما كانوا يجدونه في شعر الشاعر من هنة أو
غفل أو هفوة، كالذي ذكروه من امر الشاعر
"المتلمس"، ذكر ان "طرفة بن العبد"، سمع
قوله:




  • وقد اتناسى الهم عند احتضاره
    بناج عليه الصيعرية مكـدم



  • بناج عليه الصيعرية مكـدم
    بناج عليه الصيعرية مكـدم



وكان اذ ذاك صبيا فقال: ااستنوق الجمل
فصار مثلا ً.

أو انهم كانوا ينقدونه عند التحكيم.
ليقتنع الشعراء بصحة حكم الحكم، كالذي كان
من امر "النابغة" في سوق عكاظ، وكالذي روي
من تنازع "امرأ القيس" مع "علقمة" الفحل في
الشعر، وقول كل واحد منهما لصاحبه: "انا
اشعر منك"، ومن قبولهما بتحكيم "ام جندب"،
زوج "أمرىء لقيس" بينهما. وقبول "ام جندب"
الحكم بينهما. فذكر انها قالت اهما: "قولا
شعرا تصفان فيه الخيل على روي واحد وقافية
واحدة، فأنشداها، ثم حكمت بترجيح شعر
علقمة على شعر زوجها، وأظهرت لهما العوامل
التي حملتها على هذا الترجيح، فغضب امرؤ
القيس عليها وطلقها، فخلف عليها علقمة.
وهي قصة من هذا القصص الموضوع على "امرىء
القيس" ويقتضي ذلك ان الشعراء كانوا
يحفظون شعر غيرهم، فقد كان منهم من إذا
قابل شاعرا، وجادله في شعره، انشد شعره،
وبين له ما يراه فيه من عيوب. وقد رأيت كيف
زعموا ان " النابغة " لما جاء " يثرب"، اراد
اهلها ان يظهروا له ما في شعره من " إقواء"،
وهو من عيوب الشعر، فاموا قينة فغنت به،
وأبانت له موطن الإقواء، فأحس به، ويقال
له انه تركه من يومئذ.

اما استحسان العلماء لشعر شاعر، أو
تخبيثه أو يسخيفه ونقده، فقد خضع عندهم
لعوامل عديدة، قامت في بادىء امرها على
الذوق والمزاج، فهذا يستحسن شعرا لورود
بيت فيه استحسنه واستعذبه على حين يرى آخر
انه لا يساوي شيئاً، وليس فيه ما يدعوا إلى
المدح والثناء عليه، ثم على العروض، فنرى
العسكري يتعرض على اختيار الصمعي لميمية
المرقش، وقد سبق لابن قتيبة ان اعترض على
اختيار الاصمعي القصيدة ايضا، وقال
الآمدي انه ليس بحاجة إلى ذكر العيوب
العروضية فيها لكثرتها، ثم على النحو
والبيان و البديع وغير ذلك من علوم
الصناعة التي وضعت في الإسلام، وقد كان
عليهم ملاحظة هذه العلوم انما وضعت أو
ثبتت في الإسلام، وان الذوق الجاهلي يختلف
عن الذوق الإسلامي، وان "الخليل" ليجمع كل
بحور الشعر الجاهلي، بل طرح بعض الاوزان
الهزلية التي كان القدماء قد استنبطوها،
ولعله لم يتمكن من الوقوف على اوزان اخرى،
لانها لم تكن مألوفة بين عرب العراق، أو
لانها صيغت بلهجات قبائل لم يرتح من
شعرها، لانه من الشعر القبلي الخاص.

وفضل العلماء الشعر الذي يكون فيه البيت
تاما مستغنيا بمعناه عن غيره، وقالوا
لذلك: البيت المقلد. لأنه قائم بذاته غني
عن غيره، يضرب به المثل. ولهذا رأوا في
القصيدة الجيدة، ان تكون ابياتها مقلدة،
إذا قدمت بيتا منها على بيت أو ابيات، أو
إذا اخرت بيتا منها، أو حذفت بيتا منها أو
اكثر، فانها لا تتاثر بهذا التغير
والتبديل. ولعل لهذا الرأي صلة بقولهم:
"ومقلدات الشعر وقلائده البواقي على
الدهر".

وقد اورد "الجاحظ" رأيا في القصيدة لخلف
الاحمر، فقال: "اما قول خلف الاحمر: وبغض
قريض القوم اولاد علة فانه يقول: إذا كان
الشعر مستكرها، وكانت الفاظ البيت من
الشعر لا يقع بعضها مماثلا لبعض، كان
بينها من التنافر ما بين اولاد العلات.

/ 456