الخلط بين الاشعار - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد اوردت الكتب امثلة كثيرة على
التصحيف، وقع فيه كثير من العلماء، من ذلك
ما وقع لأبي عمرو وللاصمعي، ولأبي حاتم
ولكبار علماء اللغة، ويعدجو سببه إلى
التنقيط، فالحروف مثل الجيم، والحاء
والخاء، تميز بينها النقط، فإذا أخطأ
الكاتب في وضع النقطة في محلها، وقع
التصحيف. وقد يقع، ولا يقع خلل في القراءة،
وانما يتبدل المعنى، دون إن يشعر القارئ
بوجود ارتباك في معنى المقروء، وقد يقع في
الاعلام من اسماء الرجال والنساء
والامكنة، وقد وقع التصحيف في الكتب بسبب
السهو في النسخ، أو جهل النساخ، ومن ذلك ما
وقع في كتاب "العين" وفي كتب لغوية وأدبية
ثمينة، أمكن رد بعضه إلى الصحيح، ولم يمكن
تصحيح بعض اخر، لصعوبة تعيين المراد.

وقد روى "العسكري" قصة طريفة على التصحيف
والتحريف، ذكر أنه "كان حيان بن بشر قد ولى
قضاء بغداد، وكان من جملة اصحاب الحديث
فروى يوماً أن عرفجة قطع انفه يوم الكلاب،
فقال له مستمليه: أيها القاضي، انما هو يوم
الكلاب، فأمر بحبسه، فدخل الناس، فقالوا:
ما دهاك؟ قال: قطع أنف عرجفة في الجاهلية،
وابتليت به أنا في الإسلام".

الخلط بين الاشعار

وبسبب اعتماد الرواة على الذاكرة في حفظ
الشعر وروايته، وأنفة المتقدمين منهم من
تدوينه، ومن الرجوع إلى الصحف، وقع الخلط
في شعر الشعراء فصاروا ينسبون شعراً
لشاعر، بينما هو من شعر شاعر آخر، أو إلى
شاعر ثالث في موضع آخر من الكتاب، أو في
كتب أخرى. وما كان ذلك ليقع، لو كان
القدماء قد اخذوا العلم بطريق الكتابة
والتدوين. من ذلك مثلاً الشعر:




  • تلك المكارم لا قعبان من لبن
    شيبا بماء فعادا بعد أبـوالا



  • شيبا بماء فعادا بعد أبـوالا
    شيبا بماء فعادا بعد أبـوالا



فأنه ينسب لأبي الصلت بن أبي ربيعة
الثقفي، وينسبه بنو عامر للنابغة الجعدي.
ومن ذلك قصيدة:




  • تطاول ليك بلأثمـد
    ونام الخلي ولم ترقد



  • ونام الخلي ولم ترقد
    ونام الخلي ولم ترقد



فقد نسب لأمرئ القيس الكندي، ونسبت لعمرو
بن معدي كرب، ونسبت لامرئ القيس بن عانس.

وللسبب المتقدم وقع الخلط في عدد ابيات
الشعر، فقد زاد بعض الرواة في قصيدة شاعر،
بينما نقص رواة آخرون عدد أبياتها، وقد
يدخلون في القصيدة ما ليس منها بسبب
أختلاط الشعر على الراوية، وما كان هذا
ليقع لو ورد الشعر المنسوب لأفنون
التغلبي:




  • لو أنني كنت من عاد ومن رام
    غذى سخل ولقمانا وذا جـدن



  • غذى سخل ولقمانا وذا جـدن
    غذى سخل ولقمانا وذا جـدن



بروايات مختلفة، كما قرئت بعض الفاظه
بأوجه مختلفة من اوجه الإعراب، وما كان
ليقع هذا الاختلاف لو كان الشعر قد ورد
مدوناً أولاً ومشكولاً ثانياً، فلما جاء
رواية بالألسن وقع فيه هذا الاختلاف. ونجد
العلماء يغلط بعضهم بعضاً في اعراب ألفاظ
الشعر، تتغير معانيه بقراءتها بأوجه
متعددة من الاعراب، كما غلط بعضهم بعضاً
وهاجم بعضهم بعضاً هجوماً عنيفاً خرج على
حدود الادب واللياقة بسبب الاعجام، كما في
"تعتر" و "تعنز" في بيت الحارث بن الحلزة:




  • عنتاً باطلاً وظلماً كـمـا تـع
    تر عن حجرة الربيض الظباء



  • تر عن حجرة الربيض الظباء
    تر عن حجرة الربيض الظباء



ونجد علماء الشعر والادب يروون شعر شاعر
بصور متباينة في كتبهم، فتجد "الجاحظ"
مثلاً، يروي أبيات شعر لشاعر، ثم يرويها
بشكل يختلف عما ذكره لذلك الشاعر في موضع
آخر من كتابه، وذلك أما سهواً، وإما
بأختلاف رواية، واما من وقوع الزلل على
اللسان. وتجد وقوع مثل ذلك في كتب اللغة،
فقد ذكر "ابن منظور" بيتاً للأعشى:




  • فأصبح لم يمنعـه كـيد وحـيلة
    بساباط حتى مات وهو محرزق



  • بساباط حتى مات وهو محرزق
    بساباط حتى مات وهو محرزق



ثم ذكره بعد سطرين على هذه الصورة:




  • هنالك ما أغنته عزة مـلـكـه
    بسباط حتى مات وهو محرزق



  • بسباط حتى مات وهو محرزق
    بسباط حتى مات وهو محرزق



وقد يقع ذلك عن تعمد، بسبب الاستشهاد في
تأييد مسألة نحوية أو لغوية. فقد روي أن
سائلاً سأل "أبا عمرو بن العلاء" عن جمع يد
من الإنسان، فقال: أيد، وأنكر أن تكون
الأيادي إلا في النعم، وقال "الاخفش": "أما
إنها في علمه، غير أنها لم تحضره، ثم أنشد
بيت "عدي بن زيد العبادي":




  • انكرت ما تبينت في أيادي
    نا واشناقها إلى الاعناق



  • نا واشناقها إلى الاعناق
    نا واشناقها إلى الاعناق



بينما يروي:




  • ساءها ما بنا تبين في الايدي
    واشناقها إلـى الاعـنـاق



  • واشناقها إلـى الاعـنـاق
    واشناقها إلـى الاعـنـاق



/ 456