عدد الشعراء - مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فسمي بهذا البيت الشويعر: قال "الجاحظ":
"والشعراء أربع طبقات. فأولهم:الفحل
الخنديد. الخنديد هو التام. قال الاصمعي:
قال رؤبة: الفحولة هم الرواة. ودون الفحل
الخنديد الشاعر المفلق، ودون ذلك الشاعر
فقط، والرابع الشعرور. ولذلك الاول في
هجاء بعض الشعراء:




  • يا رابع الشعراء كيف هجوتني
    وزعمت أني مفحم لا انطـق



  • وزعمت أني مفحم لا انطـق
    وزعمت أني مفحم لا انطـق



فجعله سكيتاً مخلفاً ومسبوقاً مؤخراً.

وسمعت بعض العلماء يقول:طبقات الشعراء
ثلاث: شاعر، وشويعر، وشعرور. قال: والشويعر
مثل محمد بن حمران بن أبي حمران، سماه بذلك
أمرؤ القيس بن حجير".

ويظهر من القول المنسوب إلى "رؤبة"، ان
الشعراء الرواة، كانوا في نظره ارفع منزلة
من بقية الشعراء، ولعل ذلك بسبب طول حفظهم
للشعر، مما أكسبهم علماً وخبرة ومراناً
به، فصارت صياغتهم له أعلى من صياغة
الشعراء الذين لم يكونوا يحفظون شعر غيرهم
من الشعراء، ولم يكن لهم علم بأسايب غيرهم
من الشعراء. فبسبب الحفظ، طوعوا الشعر
والكلم وركبوا ظهره بكل سهولة، حتى صار
طوع أيديهم.

والتقسيم المذكور هو تقسيم اسلامي، كما
ان تقسيمهم الشعراء إلى سبع طبقات هو
تقسيم اسلامي كذلك. فقد قسموهم إلى اصحاب
المعلقات، وأصحاب المجمهرات، واصحاب
المنتقيات، واصحاب المذهبات، وأصحاب
المرائي، وأصحاب المشوبات، وأصحاب
الملحمات.

عدد الشعراء

وقد احصى بعض الباحثين عدد أسماء الشعراء
الجاهليين الذين ذكروا في كتب الادب، فبلغ
عدد ما احصوه "125" شاعراً. وهناك اسماء
جاهليين استشهد الرواة ببيت أو ابيات من
شعرهم في كتب الأدب واللغة، لو أحصوا
واعتبرناهم من ضمن الشعراء، لاضطررنا إلى
تغيير هذا الرقم، بأضافة هؤلاء عليهم. ومع
ذلك فإننا نستطيع القول بأن هذا الرقم هو
رقم نهائي ومظبوط لشعراء الجاهلية،
فالمنطق يحملنا على تصور وجود عدد آخر من
الشعراء فات خبرهم عن رواة الشعر، لأسباب
عديدة، منها قدم اولئك الشعراء، بحيث لم
تتمكن ذاكرة حفظة الشعر من استيعابهم، ثم
بعد بعضهم عن الارضين التي حصر علماء
الشعر فيها نشاط بحثهم عن الشعر الجاهلي
وعن شعرائه، ثم كون قسم منهم من الشعراء
المحليين، أو الشعراء المقلين الذين لم
ينتشر شعرهم بين الناس.

وقد فطن إلى ذلك القدماء، فقال "ابو عمرو
بن العلاء": "ما انتهى اليكم مما قالت العرب
إلا أقله، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم
وشعر به". وذكر غيره ان العلماء على حرصهم
على العناية بجمع شعر الشعراء، لم يتمكنوا
مع ذلك من جمع أشعار قبيلة واحدة، فكيف
بشعر كل القبائل ! والواقع ان في العرب
قابلية على قول الشعر، وبين الصحابة عدد
كبير نظموا شعراً روي في الكتب، ومع ذلك،
فلم يعدّهم العلماء في جملة الشعراء،
وكذلك الحال بالنسبة إلى أهل الجاهلية،
فقد كان بينهم عدد كبير ينظم الشعر.

انشاد الشعر

وللشعراء طريقة خاصة في انشاد الشعر.
يذكرون ان الشاعر منهم كان إذا أراد إلقاء
شعر، تهيأ لذلك واستعد له، وأظهر للناس
انه يريد إلقاء شعر. ومن أصولهم في الإلقاء
أن ينشد الشاعر شعره وهو قائم. وأن يلبس
الوشي والمقطعات والأردية السود وكل ثوب
مشهر.

وذكر أن من عادة الشعراء في الهجاء، أن
أحدهم كان إذا أراد الهجاء "دهن أحد شقي
رأسه، وأرخى إزاره، وانتعل نعلاً واحدة".
وقد ذكر "المرتضى"، في خبر وفود العامريين
على النعمان بن المنذر، وكان فيهم "لبيد
ابن ربيعة"، وهو يومئذ غلام له ذؤابة، وكان
القيسيون قد صدوا وجه النعمان عنهم،
فأرادوا تقديم "لبيد" ليرجز بالربيع بن
زياد رجزاً مؤلماً ممضاً، وكان هو الذي
صرف الملك بالطعن فيهم وذكر معايبهم،
فحلقوا رأسه وتركوا له ذؤابتين وألبسوه
حلة وغدوا به معهم، فدخلوا على النعمان.
فقام وقد دهن أحد شقي رأسه وأرخى إزاره
وانتعل نعلاً واحدة على فعل شعراء
الجاهلية إذا أرادت الهجاء، ثم أنشد رجزه
الذي أثر في النعمان، حتى صار سبباً في
ابعاد "الربيع بن زياد"عنه.

واذا أراد شاعر انشاد شعر، وقف وأنشد
شعره، بأسلوبه الخاص في الإنشاد. وقد
يترنمون في انشادهم ليكون الإلقاء أوقع
أثراُ في نفوس السامعين. وقد يلقي راوية
الشاعر شعر شاعره إذا كان أقدر منه على
الإنشاد.

/ 456