دراسات فی الحرکات الوطنیة

محمد علی داهش

نسخه متنی -صفحه : 102/ 3
نمايش فراداده

((الوحدوي)) الإقليمي/ العربي كفيل بتحقيق النهوض التنموي وتحقيق ((الأمن)) الوطني في المجالات كافة، وقاد ذلك إلى التقارب ثانية من خلال الواقع المعاش. وطغى ((الخطاب الوظيفي)) في العمل المغاربي الذي يؤكد ضرورة التقارب والتعاون على طريق التكامل والاندماج في المجالات الاقتصادية خاصة، وصولاً إلى التكامل والاندماج في المجالات الأخرى، لكن هذا الاتجاه لم يأخذ مداه في التطور الإيجابي، حيث أدت جملة عوامل إلى ((تجميد)) الاتجاهات التوحيدية في منتصف السبعينات وحتى نهاية الثمانينات من القرن العشرين. في نهاية الثمانينات، بدأت المؤسسات الرسمية والقوى الشعبية تؤكد أن خروج أقطار المغرب العربي (وأقطار الأمة العربية) من أزماتها وتحقيق القدرة في المحافظة على ((الأمن)) الوطني، لا يتم إلا بجهد جماعي موحد، وأن تحقيق التكامل على طريق الاندماج وبالاستناد على العناصر الموحدة التاريخية والقومية والدينية والحضارية والنضالية يحقق القدرة على الحفاظ على الأمن الوطني والمغاربي، وعلى الأمن القومي بشكل عام، وأن ذلك يعطي للموقف المغاربي/ والعربي، الإمكانية الأقوى لمواجهة التكتلات الدولية والإقليمية وبخاصة السوق الأوروبية المشتركة التي أصبحت تسمى ((الاتحاد الأوربي)) منذ عام 1992، فضلاً عن التكتلات العالمية الأخرى. وقاد ذلك إلى العودة نحو البدايات، وظهر عام 1989 ((اتحاد المغرب العربي)) الذي ضم الأقطار المغاربية الخمسة، الجزائر، تونس، موريتانيا، ليبيا، المغرب، والذي خطا خطوات إيجابية على طريق التكامل والاندماج في المجالات كافة. ولكن الاتجاهات ((الوحدوية)) ما زالت تعاني من مشكلات تعرقل الوصول نحو العمل الإيجابي، وإن ضرورات ومتطلبات الواقع الوطني والمغاربي والعربي عموماً تتطلب التقارب والتعاون والتضامن على طريق التكامل والاندماج، وإن ذلك يعد خياراً استراتيجياً للأقطار المغاربية والعربية بعامة. أ.د. محمد علي داهش الفصل الأول الحركة الوطنية الجزائرية ـ أبرز معطيات السياسة الفرنسية الاستعمارية في الجزائر ـ مراحل الكفاح الوطني الجزائري 1ـ مرحلة الكفاح المسلح 2ـ مرحلة الكفاح السياسي الحركة الوطنية الجزائرية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى قيام الثورة في عام1954. الثورة الجزائرية من البداية حتى الاستقلال: أولاً ـ كيف انطلقت الثورة الجزائرية عام 1954؟ ثانياً ـ الحكومة الجزائرية المؤقتة ثالثاً ـ المفاوضات الجزائرية ـ الفرنسية استقلال الجزائر ـ الهوامش بعض معطيات السياسة الفرنسية الاستعمارية في الجزائر: جاء الاحتلال الفرنسي للجزائر عام 1830 وبقية أقطار المغرب العربي (تونس 1881، موريتانيا 1903، المغرب 1912)، انعكاساً لظهور الحركة الاستعمارية منذ القرن التاسع عشر ولاحقاً. فقد تصاحب الاستعمار الحديث مع نهوض وتطور الثورة الصناعية التي قادت بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا إلى (سياسة التوسع والحماية). ويقر أنصار الاستعمار ومنتقدوهم، بأن الجوانب الاقتصادية وعلى الأخص (الربح) هي الحوافز الرئيسية للحركة الاستعمارية(1). في الواقع، إن (البرجوازية الحاكمة) هي التي قادت إلى التوسع والاستعمار في القرن التاسع عشر ولاحقاً، فقد تضافرت مصالح المصارف الكبرى والصناعات الجائعة إلى المواد الأولية والأسواق مع الدعوة إلى (الاعتزاز القومي) والتعصب أحياناً وهكذا فالاستعمار الحديث اقترن بصورة وثيقة بتطور الرأسمالية الغربية.. وقد تستر هذا الاستعمار الحديث وراء واجهات سياسية وعسكرية واستراتيجية وحضارية ودينية للسيطرة على الشعب. وعليه لم يكن الاستعمار الفرنسي للجزائر يمثل حالة منعزلة في حد ذاتها، ولكنها تم في مناخ دولي تميز منذ قرون سبقت القرن التاسع عشر، باتساع رقعة الاستعمار الأوربي في كامل آسيا وإفريقيا، فضلاً عن أمريكا اللاتينية(2)^ لهذه الأسباب كان الاحتلال الفرنسي للجزائر منذ عام 1830، ولأقطار المغرب العربي في الفترات اللاحقة وإذ فرضت فرنسا على الجزائر معاهدة الاحتلال في 5 تموز/ يوليو فقد كان وراء ذلك أهداف سياسية (داخلية وخارجية) واقتصادية وعسكرية واضحة، وأن القوات الفرنسية لم تستطع أن تفرض نفوذها على كامل الجزائر