( الرابع ) ان يقصد به حصول القرب اليه ( 1 ) .
( الخامس ) ان يقصد به الثواب و رفع العقاب بان يكون الداعي إلى إمتثال امره رجاء ثوابه و تخليصه من النار .
و أما إذا كان قصده ذلك على وجه المعاوضة من و الثاني اما انه لحاظ كماله الذاتي ، و أهليته للعبادة و هو ارقى المراتب ، أو من أجل حسنه الناشي من نعمه و إحسانه ، و الاول اما انه تحصيل رضاه ، أو التقرب منه ، أو طمعا في ثوابه ، أو خشية من عقابه .
( 1 ) : من الواضح جدا ان المراد بالقرب ليس هو القرب المكاني الحقيقي ، بل و لا الا دعائي التنزيلي لوضوح ان القرب بين شيئين يتضمن التضايف بحيث أن أحدهما إذا كان قريبا كان الآخر أيضا كذلك واقعا أو تنزيلا .
و من البين انه سبحانه قريب من جميع البشر ، بل هو اقرب إلينا من حبل الوريد ، و كل شيء حاضر عنده حضورا ذاتيا ، بيد أن البعض منا بعيد عنه لكونه غريقا في الذنوب و الخطايا المستوجب لعدم توجهه والتفاوته اليه ، فهو قريب من عباده تنزيلا و هم بعيدون عنه بل المراد من القرب الذي يتوخاه العبد في عبادته هو طلب الحضور بين يدي الرب و الشهود عنده بحيث كأنه يراه و يشاهده شهودا قلبيا لا بصريا .
و يستفاد من كثير من الادعية و الروايات ان الغاية القصوى من العبادات هو لقاء الله تعالى ، و الوصول إلى هذه