تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
دون أن يكون برجاء اثابته - تعالى - فيشكل صحته ( 1 ) ، و ما ورد من صلاة الاستسقاء و صلاة الحاجة إنما يصح إذا كان على الوجه الاول .المرتبة التي هي ارقى المراتب التي يمكن ان يصل إليها الانسان ، و ربما يتفق الوصول إليها بعد التدريب ، و مجاهدة النفس ، و التضلع في العبادة المستتبعة بعد ازالة الملكات الخبيثة لصفاء القلب و قابليته لمشاهدة الرب و السير اليه ، فيروم العابد بعبادته النيل إلى هذه المرتبة التي هي المراد من التقرب منه تعالى .( 1 ) : - بل لا ينبغي التأمل في البطلان ضرورة ان الثواب أو دفع العقاب لا يترتبان على ذات العمل لكي تصح المعاوضة و المبادلة بينهما ، بل على العمل المتصف بالعبادية و الصادر بقصد الامتثال و الطاعة ، فلو صلى ليدخل الجنة بطلت ، إذ ليس لذات العمل هذا الاثر ، بل المأتي به مضافا إلى المولى ، و مجرد قصد دخول الجنة لا يحقق الاضافة كما هو واضح ، و انما يتجه لو كان على سبيل الداعي على الداعي .و هكذا ما ورد في صلاة الاستسقاء ، أو الحاجة ، أو صلاة الليل من الخواص و الآثار من طلب الرزق و نحوه ، فانها لا تترتب على ذات الصلاة ، بل المأتي بها بصفة العبادة ، فلا يصح قصدها إلا على النحو الذي عرفت .و بالجملة : الغايات المتقدمة من الثواب أو دفع العقاب ، أو شكر النعمة كلها غايات للامتثال و من قبيل الداعي على الداعي لا يكاد