هل النية جزء أو شرط
أما أولا فلانه خلط بين الارادة بمعنى الشوق ، و الارداة بمعنى الاختيار ، فان الاول امر اختياري ، و هو ما يلائم الطبع من القوي الظاهرية أو الباطنية في قبال الكراهة التي هي ما ينافي الذوق كذلك ، فان هذا ليس امرا اختياريا .و أما الثاني و هو طلب الخير فهو و إن كانت مقدماته اختيارية إلا ان نفسه اختياري و اختياريته بنفسه ، و إلا لزم الدور و التسلسل .و هكذا الحال في المشية في المبدء الاعلى ، فان الافعال الصادرة منه تعالى تكون بمشيئته ، و أما نفس المشية فهي بنفسها .و قد بينا تفصيل الكلام حول ذلك في الاصول في مبحث الطلب و الارادة و الاغلب في الاستعمال إنما هو المعنى الثاني اي طلب الخير دون الاول كما لا يخفى .و اما ثانيا : لو سلمنا ان الاختيار ايضا اختياري إلا ان الممنوع انما هو عدم اختيارية الجزء ، و أما التقييد بامر اختياري الذي هو معنى الشرط فلا مانع منه ( 1 ) ، ألا ترى ان الوقت ، و عدم الحيض ، و القبلة و نحوها امور اختيارية ، و مع ذلك قد اشترط الصلاة بكل من ذلك ، فان إيقاع الصلاة في تلك الحالات امر اختياري ، فنفس الارادة بمعنى الاختيار ، و إن فرض انها امر اختياري ، إلا ان إيقاع الصلاة عن إرادة و اشتراطها بذلك حيث انه امر اختياري ، فلا مانع من اخذها شرطا .هذا انما يتجه في شرط الوجوب لا الواجب - كالنية في المقام - فان التقيد به داخل تحت الطلب كنفس الجزء ، و ما كان كذلك لابد و ان يكون القيد اختياريا .كما صرح - دام ظله - بذلك في مطاوي ما تقدم من مباحث اللباس المشكوك .