القول الثامن : من الاجتزاء بمطلق الذكر و ان لم يكن بإحدى الصور المتقدمة في النصوص السابقة كما نسب إلى بعض و يمكن ان يستدل له بوجه : الاول : ان الاختلاف الكبير الواقع في الاخبار في تعيين الاذكار كما مر يكشف عن ان الاعتبار بمطلق الذكر و انه ليس هناك شيء موقت .
فالواجب إنما هو طبيعي ذكر الله و لا خصوصية للمذكور في النصوص و انما هي أمثلته و بيان بعض مصاديقه .
فالمقام نظير الاخبار الواردة في باب صلاة الميت .
فكما انا استفدنا من الاختلاف الكثير الواقع في كيفية تعيين الادعية ان العبرة بمطلق الدعاء و ليس هناك شيء موقت ، فكذا في المقام طابق النعل بالنعل .
و فيه : ان القياس مع الفارق فان الامر و ان كان كذلك في باب صلاة الميت لكنه ليس لاجل اختلاف الاخبار فحسب بل للتصريح في تلك الاخبار بانه ليس هناك شيء موقت .
و مثل هذا التصريح لم يرد في نصوص المقام حتى يلتزم بإلغاء تلك الخصوصيات الواردة فيها ، إذ من الواضح ان مجرد الاختلاف و ان كثر لا يقتضى ذلك بل لابد من مراعاتها غاية الامر ان الامر الوارد في كل خبر ظاهر في نفسه بمقتضى الاطلاق في الوجوب التعييني فيرفع اليد عنه ، و يحمل على التخييري جمعا بينها كما تقدم ، فلا يجوز له اختيار ذكر لا نص فيه لعدم الدليل عليه .
الثاني : رواية علي بن حنظلة و قد تقدمت قال : سألته عن الركعتين الاخيرتين ما اصنع فيهما ؟ ، فقال : إن شئت فاقرأ فاتحة الكتاب ، و ان شئت فاذكر الله فهو سواء ، قال ففلت فاي ذلك