تنقیح فی شرح العروة الوثقی

السید ابوالقاسم الخوئی

جلد 3 -صفحه : 546/ 539
نمايش فراداده

قراءة شعر المتنبئ أو قصيدة إمرء القيس عبارة عن إيجاد فرد من تلك الالفاظ المنسبقة على النهج الخاص الممائل لما صدر منه بقصد الحكاية عن الطبيعي فكذا في القرآن .

و نظير المقام ما لو سألك احد عن العصفور مثلا و انه اي شيء و لم يره طيلة عمره فأخذت عصفورا بيدك و أريته و قلت هذا العصفور فانك قصدت بذلك اراءة الطبيعي الذي وضع له هذا اللفظ باراءة هذا الفرد ، فقد حكيت عن الطبيعي باراءة المصداق ، لا أن لفظ العصفور موضوع لفرد معين و قد اريته باراءة هذا الفرد .

و على الجملة : فلا نعقل لقصد القرآنية معنى آخر وراء هذا و ليس ذلك من استعمال اللفظ في اللفظ لعدم خصوصية فيه ، و انما هو حكاية عن الطبيعي بإيجاد الفرد المماثل كما عرفت هذا .

و من المعلوم ان الحكاية عن ذاك الطبيعي بالاضافة إلى قصد المعنى من خبر أو انشاء تكون لا بشرط سواء فسرنا الانشاء بإيجاد المعنى باللفظ كما عليه القوم ، أو بمعنى آخر إذ لم تتقيد بعدمه بالضرورة فإذا اقترنت الحكاية المزبورة بقصد المعنى كان هناك استعمال للفظ في معناه زائدا على الحكاية و إلا فهي حكاية صرفة و ليست من الاستعمال في شيء .

و عليه فلا مانع من اداء المقاصد بالحكاية عن القرآن كغيره من شعر و نحوه سواء أ كانت خبرية كما لو أردت الاخبار عن مجئ رجل من أقصى البلد فقلت جاء رجل من أقصى المدينة ، ام كانت إنشائية كما لو أردت انشاء الحمد أو الخطاب بقولك ، الحمد لله رب العالمين أو إياك نعبد و هكذا .