تنقیح فی شرح العروة الوثقی جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
نزل بها الروح الامين على قلب سيد المرسلين صلى الله عليه و آله ، إذ القرآن عبارة عن ذاك الفرد المعين النازل فقصده لا يتحقق الا بالاستعمال في شخص ذاك الفرد من اللفظ ، فهو من باب استعمال اللفظ في اللفظ كما في قولك زيد في ضرب زيد فاعل فان المستعمل فيه لكمة زيد الاول هو لفظ زيد الواقع بعد ضرب ، و لم يستعمل في معناه و الا فهو باعتباره مبتدأ لا فاعل و قصد الانشاء بها يتقوم بالاستعمال في نفس المعنى كما لا يخفى ، فيلزم الجمع بين استعمال اللفظ في المعنى و اللفظ و هو ما عرفت من استعمال المشترك في معنيين .و يندفع : بأن قصد القرآنية خارج عن باب الاستعمال رأسا ، و انما هو حكاية عن الطبيعي بإيجاد الفرد الممائل لما هو النازل .و توضيحه : ان قوام القرآن و ما يترتب عليه من الفصاحة و البلاغة و الاعجاز كغيره من قصيدة أو شعر أو نثر إنما هو بطبيعي تلك الالفاظ المترتبة على هيئة معينة و شكل خاص .و اما شخص الفرد النازل أو الصادر من الشاعر أو الخطيب فلا دخالة له في صدق هذا العنوان بالضرورة .نعم النازل أو الصادر انما هو الفرد و الشخص الخاص لامتناع وجود الطبيعي في الخارج إلا في ضمن فرد معين ، إلا ان المناط بالطبيعي الموجود في ضمنه .و اما خصوصية الفرد الذي يوجد و ينصرم فلا دخل لها في صدق القرآن أو الشعر و نحوهما قطعا ، فلا مقتضى لاستعمال اللفظ فيه .و عليه : فقصد ذاك العنوان في مقام التلفظ مرجعه إلى الحكاية عن ذاك الطبيعي بإيجاد فرد آخر مشابه للفرد الاول الذي نزل على قلب النبي صلى الله عليه و آله ، أو صدر عن الشاعر أو المتلكم ، فكما ان