[من خصوص العطف بالواو مُجرَّد إشراك الفاعلين في الحدث: المجيء أو الدخول.]
2. النصب على المعية (المفعول معه)، نحو:
جاء زيدٌ وخالداً؛ جئت أنا وزيداً، ثم دخلت أنا وإيّاه. (التعبير الأخير شائع على ألسنة الناس!)
[تفيد واو المعية المصاحَبة والإشراك في الحدث أحياناً، إذا احتمل معنى الفعل المشاركة. فإذا قلتُ: (مَشَيْتُ والبحرَ) فليس بيني وبين البحر مشاركة، إذ البحر لا يمشي! والمعنى المقصود هو أني كنت مصاحباً له في مَشْيي ومقارناً له.] أي:
جاء زيدٌ مع خالد؛ جئتُ مع زيد، ثم دخلتُ معه.
وإذا لم يَجُزِ العطف [ذكرنا أنه لا يقال: جئتُ وزيدٌ] تَعيَّن النصب على المعية، أي: جئتُ وزيداً ثم دخلتُ وإيّاه.
· وإذا قلتَ: (زيدٌ جاء) بتأخير الفعل، وأردت العطف على ضمير الرفع المستتر (الفاعل) فالأفصح - كما ذكرنا - أن تؤكده بضمير رفع منفصل قبل العطف فتقول: زيدٌ جاء هو وخالد. فإذا قلتَ: (زيدُ جاء وخالداً) كان المعنى أنهما جاءا معاً، أي: زيد جاء مع خالد.
§ مما سبق نلاحظ ما يلي:
1- واو العطف لا تَلِي مباشرة ضمير الرفع المتصل.
2- واو العطف تلي ضمير الرفع المنفصل.
3- واو المعية تلي ضميرَيْ الرفع: المتصل والمنفصل.
وعلى هذا لك أن تقول: أرجو أن تكون أنتَ والعزيزان زيدٌ وخالدٌ بخير.
هنا يكفي العطف، لأنه يفيد التشريك (الإشراك) في الحُكم (كون الجميع بخير!) وهو المراد بالكلام. ولكن لك أن تقول:
أرجو أن تزورنا أنت والعزيزان... (تشريك): الزيارة ليست جماعية بالضرورة !
و أرجو أن تزورنا أنت والعزيزين... / مع العزيزين ... (مصاحبة / معيَّة).
تَفاعَلَ معه:
اشتهرت الأفعال وِزان (تَفَاعَلَ) في خمسة مَعَانٍ (دلالات): سنَعرِض أربعةً منها باختصار، ثم نبحث الخامس بشيءٍ من التفصيل.
1- التظاهر بالفعل دون حقيقة، نحو: تَمارَضَ، تشاغَلَ، تغافَلَ، تجاهَلَ، تناوَمَ، تغابَىَ، تحامَقَ، تعامى...