سلطان شاه منها، وأخذت أمه فقتلها تكش، وعاد إلى خوارزم وتوجه سلطان شاه إلى غياث الدين ملك الغز فأكرمه وعظمه. قال: ولما ثبت قدم علاء الدين في الملك ترادفت عليه رسل ملك الخطا بالتحكم في بلاده، وطلب الأموال والمقترحات، لأنهم رأوا أنهم هم الذين ملكوه، فأنفت نفسه من ذلك، وداخلته حمية الإسلام والملك، فقتل أحد أقارب ملك الخطا، وأمر وجوه أهل خوارزم أن يقتل كل رجل منهم واحداً من الخطا ففعلوا. ونبذ عهد ملك الخطا فبلغ ذلك سلطان شاه، فسار إلى ملك الخطا، واستنجده على أخيه وزعم أن أهل خوارزم معه، وأنه إذا وصل إليهم سلموا إليه البلد، فجهز معه جيشاً كثيفاً من الخطا، فسار بهم وحصر خوارزم، فأمر تكش بإجراء ماء جيحون عليهم، فكادوا يغرقون، فرحلوا عن البلد ولم يبلغوا منها غرضاً، وندموا على قصدهم خوارزم. ولم يزل سلطان شاه مشرداً في البلاد، تارة عند الخطا، وتارة عند غياث الدين، وكرة يغار بالخطا على مرو وسرخس إلى أن مات في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وخمسماية. ملك تكش مدينة بخارى من ملك الخطا وفي سنة أربع وتسعين وخمسماية جهز ملك الخطا جيشاً كثيفاً لحصر خوارزم، فحصروها. فكان خوارزم شاه يخرج إليهم في كل ليلة، ويقتل منهم خلقاً كثيراً، حتى أتى على أكثرهم، فدخل من بقي منهم إلى بلادهم. ورحل تكش في آثارهم، وقصد مدينة بخارى فنازلها، فقاتله أهلها مع الخطا، وانتهى حالهم في نكايته أنهم أخذوا كلباً أعور وألبسوه قباء وقلنسوة وقالوا هذا خوارزم شاه وكان تكش أعور - وطافوا بالكلب على السور، ثم رموه بالمنجنيق، وقالوا للعسكر هذا ملككم. ثم ملك تكش البلد عنوة بعد أيام يسيرة وعفا عن أهله، وأحسن إليهم وفرق فيهم مالا كثيرا، وأقام بها مدة ثم عاد إلى خوارزم. وفي سنة خمس وتسعين وخمسماية وصلت الخلع من جهة الخليفة إلى خوارزم شاه تكش ولولده قطب الدين محمد والتقليد بما بيده من البلاد، فلبسا الخلع، واشتغل تكش بقتال الملاحدة فافتتح قلعة على باب قزوين تسمى أرسلان كشاي وانتقل إلى حصار الموت. ثم عاد إلى خوارزم، وأمر ولده قطب الدين بحصار قلعة ترشيش من حصون الملاحدة، فحصرها فأذعنوا له بالطاعة وصالحوه على ماية ألف دينار، ففارقها وأجابهم إلى الصلح لما بلغه من مرض أبيه. ورحل عنها، وعاد إلى خوارزم فمات والده قبل وصوله إليه. وفاة خوارزم شاه تكش كانت وفاته في العشرين من شهر رمضان سنة ست وتسعين وخمسماية بشهر ستانة بين نيسابور وخوارزم. وكان قد سار من خوارزم لقصد خراسان وبه مرض الخوانيق، فاشتد مرضه ومات ولما اشتد به المرض أرسل من معه إلى ولده قطب الدين يستدعونه، فوصل بعد وفاة أبيه، وتولى الملك، ولقب بلقب أبيه علاء الدين خوارزم شاه، وأمر بحمل أبيه إلى خوارزم، فحمل إليها ودفن في تربة كان قد عملها في المدرسة التي بناها، وكان عادلاً حسن السيرة وله معرفة وعلم. وكان حنفي المذهب ويعرف الأصول رحمه الله تعالى. السلطان علاء الدين أبي الفتح محمد ابن علاء الدين تكش بن ألب أرسلان بن أتسز ابن محمد بن أنوشتكين وهو الذي عظم من ملوك هذه الدولة شأنه، وكثرت جيوشه وأعوانه، وشاع بن الملوك ذكره، وعم الممالك نهيه وأمره، واجتمع في ملكه ما افترق لغيره من الممالك، وتسهل لديه ما شسع على من سواه من المسالك، ودان لطاعته ملوك الأقطار، فتساوى عنده الآمر والمأمور، والمملوك والمالك. قال شهاب الدين محمد بن أحمد بن علي المنشي النسوي في تاريخه، أنه ضم إلى ما ورثه من أبيه من ملك خراسان وخوارزم والعراق ومازندران؛ وضم إلى هذه الواسطة كرمان ومكران وكيش وسجستان وبلاد الغور وغزنة وباميان إلى ما يليها من الهند بأغوارها وأنجادها، والسيوف مهملة في أغمادها، والعواتق معطلة في نجادها، ملكها بالهيبة عفواً صفواً، وملك عن الخطاية وغيرهم من ملوك الترك، وقروم ما وراء النهر ما يقارب أربعماية مدينة. وخطب له على منابر فارس وأران وأذربيجان إلى ما يلي دربندشروان. قال: واشتملت جريدة ديوان الجيش على ما