إذن فهناك محاولات عديدة قد سبقت (ديستوفسكى).. ولم يكن هو الأول وإن كان هو الرائد، والذي سنتخذ من محاولاته الروائية نموذجاً أساسياً مع نماذج روائية عربية أخرى لتفصيل القول في الخصوصية البنائية لرواية الأصوات.
وإذا كنا قد توقفنا مع الإرهاصات والبدايات الأولى لرواية الأصوات فإننا نقترب الآن من الخصوصية البنائية لرواية الأصوات، وأفضل البدء من المصطلح، وما أوردته المعاجم عن المصطلح (تعدد الأصوات) يكاد يترادف مع ما قال به (سعيد غلوش):
مصطلح يميز به (باختين) الرواية الديستوفسكية.
وعند (بارت) مميز للنص السردي.
ولا يتوفر (النص المتعدد الأصوات) على أيديولوجية خاصة به، لأنه يتوفر على فاعل (أيديولوجي)، إنه جهاز يعرض عبر أيديولوجيات، ويستهلك داخل هذه التعارضات.
ولا تمتلك الكلمة والخطاب عند (باختين) حقيقتهما في مرجع خارجي عن الخطاب الذي يعكسانه، كما لا يلتقيان مع الفاعل الديكارتي المالك لخطابه، والمنسجم مع نفسه، والممثل لها، بل تعتبر الكلمة والخطاب توزعاً بين مختلف القضايا الخطابية التي يمكن أن يحتلها "أنا" متعدد الأصوات في آن واحد.
ومنطوق هذا المصطلح قد ركز على مفهوم (اللاتجانس) بين الأصوات بالإضافة إلى إثبات سبق (باختين) في إكتشاف هذا التنكيك النوعي في روايات ديستوفسكي وسنتوقف هنا مع ثلاث نقاط محددة ستبرز لنا - إلى حد بعيد- ما تنطوي عليه رواية الأصوات من خصوصية بنائية.
أ-اللاتجانس
ب-الحوار والمنولوج.
ج - التعدد اللغوي